قال الكاتب الأمريكي الفائز بجائزة "المان بوكر" لهذا العام حواره الخاص مع صحيفة "التليجراف" البريطانية إنه لا أحد كتب مسرحيات أسوأ مما كتب هو، وأنه جرب الأمر لمدة سنتين أو ثلاث في الستينيات بمنحة لتشجيع الروائيين علي كتابة المسرحيات ولكن الأمر لم ينجح معه لأسباب لم يعرفها حتي الآن وربما لن يعرفها أبداً علي حد قوله. وذكر روث الذي توج رحلته الأدبية الممتدة منذ 50 عاماً بحصوله علي "المان بوكر" أنه لم يكن يتصور وهو طفل أنه سيكون كاتباً فلم تكن لديه فكرة عما الذي تعنيه كلمة "كاتب" إلا أثناء دراسته الجامعية حيث التحق بالجامعة في البداية ليدرس القانون ولكن بعد فترة من دراسة التاريخ الدستوري والعلوم السياسية بدأ في اكتشاف الأدب وهنا تغيرت حياته وبدأ يكتب بعض القصص أثناء دراسته ولكنها كانت ضعيفة للغاية، ثم التحق بالجيش ونسيها. ويسرد بداية احترافه الكتابة فيقول إنه بدأ الكتابة بشكل أفضل أثناء التحاقه بالخدمة العسكرية ولكن فكرة الكتابة لم تكن قد تبلورت في ذهنه وفكرة أن يكتب من أجل كسب العيش حتي بعد أن بدأ يكتب بانتظام لم تمثل لديه الكتابة مهنة لذلك قرر أن يعمل كمدرس للغة الإنجليزية وأن يكتب في أشهر الصيف ثم فاز ب "جائزة الكتاب الوطني" وهنا جاءت نقطة التحول في حياته. ويرجع روث بداية مزجه للتاريخ في كتابته إلي منتصف الثمانينات حين كتب "الحياة الأخري" ويضيف أن التاريخ لم يكن هو ما أراده بل المكان فقد أراد أن يعرف كيف يكون الناس في أماكن مختلفة ومن هنا دخل التاريخ الرواية ربما لأنه كان قد تجاوز الخمسين من عمره علي حد قوله وبدأ ينظر لحياته من منظور تاريخي، فليس من السهل أن تقوم بذلك وأنت شاب. وعن الكتابة التاريخية والأمور المتعلقة بالحرب الكورية وانتشار مرض شلل الأطفال في نيوارك في الأربعينيات من القرن الماضي والتي تحول إليها في أعماله الأخيرة قال إنه يقوم بفعل التذكر أثناء الكتابة فليس من عادته أن يعود للكتب ليدقق المعلومات قبل أن ينتهي من المسودة الأولي لقصته فلا يريد أن تسجنه الواقعية كما هي بل يريد لمخيلته أن تنطلق أينما أرادت إلا إذا كان الأمر شاذاً للغاية أما العودة للكتب تكون في المسودة الثانية أو الثالثة. وقال إن هناك العديد من الكتاب الذين تركوا فيه أثراً لا يمحي ومنهم فرانز كافكا الذي تركت كوميديا الذنب لديه أثراً كبيراً ولكن معظم هؤلاء الكتاب لم يشكلوه ككاتب وإنما كمفكر وقال إنه تأثر في البداية بالكاتب المسرحي هنري جيمس وأخذ منه بعض التيمات ولكنها لم تناسبه. وامتدح روث صديقه الروائي الأمريكي "جون أبكايد" قائلاً إنه لو كان حياً لفاز بجائزة البوكر بدلاً منه وقال إن أبكايد الذي توفي منذ ثلاث سنوات كان روائياً عظيماً يستطيع كتابة أي نوع من الجمل التي تتخيلها.