سيكون السباق محموما بين العشرات من نجوم صناعة السينما من فنانين ومخرجين فوق سجادة مهرجان كان الحمراء الشهيرة، مع انطلاق فعاليات أكبر مهرجانات السينما في العالم في وقت لاحق الشهر الجاري. وما من شك في أن ظهور نجم بثقل براد بيت ( وبالطبع شريكته انجلينا جولي) سيعزز الزخم المتوقع خلال العرس الفني الذي يستمر 12 يوما، بالإضافة إلى كثيرين آخرين، مثل شون بن ورايان جوسلنج وكاري موليجان وجوني ديب. وسيعرض المهرجان أعمالا جديدة للرائعة جودي فوستر ولاؤس فون تيير وأكي كاوريسمكي، وأخيرا وليس آخرا ،وودي ألن. ومن المتوقع أن توافد باقة من نجوم الصف الأول والعروض الأولى، وبالطبع ستكون أحدث صيحات الموضة حاضرة بقوة ، وكذلك الحفلات البراقة واليخوت التي تتمايل على صفحة البحر المتوسط المتلألئة، هو ما يجعل من كان واحدا من أعظم الفعاليات الفنية العالمية. وقال المخرج الأمريكي كوينتن تارانتينو ذات مرة "هذه هي الاولمبياد السينمائية.. إذا ما كنت أخرجت فيلما تفخر به، فالحلم بالنسبة لي لا يتمثل في أن يرشح (هذا الفيلم) لجائزة الأوسكار.. هذا رائع.. لكن حلمي دائما هو أن أذهب لمهرجان كان وأن أعرض الفيلم هناك". تضم قائمة الأفلام المقرر أن يكشف عنها النقاب في نسخة المهرجات الرابعة والستين، تشمل حكايات حول طبيب البابا ونجم روك عجوز يطارد أحد رجال النازية وأما يجن طفلها ويطلق النيران دون تمييز داخل مدرسته وحفل زفاف في وقت يواجه فيه العالم نهاية كارثية، وكذلك فيلم ثلاثي الأبعاد عن الساموراي. يلعب شون بن وبراد بيت دور اب وابنه في رائعة المخرج الأمريكي ماليك تيرنس التي طال انتظارها "ذا تري اوف لايف" (شجرة الحياة) والتي تدور حول تطورات حياة مراهق من تكساس حتى فترة البلوغ، خلال خمسينيات القرن الماضي. يستخدم شون بن، الفائز بالأوسكار، أحمر الشفاه والكحل والشعر المستعار ليتحول إلى أحد نجوم الروك في الثمانينيات من عمره يحاول تعقب حارس نازي عذب والده، في رائعة المخرج الأمريكي- إيطالي المولد- باولو وسرينيتينو، " ذيس ماست بي ذي بليس" (يجب أن يكون هذا هو المكان). ويحضر ديب المهرجان لحضور العرض الأول عالميا للجزء الرابع من سلسلة أفلام "قراصنة الكاريبي"، من إخراج روب مارشال، تشاركه البطولة الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز. كما سيكون لقرينة الرئيس الفرنسي،كارلا بروني، نصيب في المشاركة بالمهرجان، وذلك في كوميديا وودي ألن الرومانسية "ميدنايت إن باريس" (منتصف الليل في باريس)، والتي يفتتح بها كان فعالياته الأربعاء المقبل. يعني هذا أن ليلة الافتتاح قد تتحول إلى شأن سياسي إذا ما قررت بروني وزوجها نيكولا ساركوزي تشريف ساحة الكروازيت على شواطئ مدينة كان حيث يقام المهرجان. غير أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في باريس، يتهامس البعض بأنها قد لا تكون لحظة سياسية مناسبة لساركوزي كي يظهر في حدث بمثل هذا الترف. بالإضافة إلى أن المهرجان قرر عرض فيلم المخرج الفرنسي زافيير ديرينجيه "لا كونكيه" ( الفتح) والذي يصور في إطار ناقد كيف وصل ساركوزي لسدة الحكم. ولن يشارك العملان في المسابقة الرسمية. ويبقى هناك تساؤل حول احتمال ظهور النجم الأمريكي ميل جيبسون في منتجع الريفييرا الفرنسي . يلعب جيبسون دور رئيس تنفيذي يمر بمرحلة اكتئاب ويشرف على الانتحار إلى أن يجد دمية على شكل حيوان قندس، فيتواصل مع البشر من خلالها وذلك في فيلم "ذا بيفر" (القندس)، من إخراج جودي فوستر التي تشاركه أيضا البطولة. يشهد كان في نسخته هذا العام مشاركة 49 فيلما روائيا طويلا من 33 دولة، منها 44 تعرض للمرة الأولى، في أقسامه الرئيسية، مع منافسة غير مسبوقة بين أربعة مخرجات دفعة واحدة على السعفة الذهبية، بينهن الأسترالية جوليا لي بفيلمها "الجمال النائم" عن طالبة تحولت لعاهرة. بعد عامين من ظهور فيلمه الذي أثار كثيرا من الجدل "أنتي كرايست" (ضد المسيح) ، تلك القصة التي هزت مهرجان كان في نسخته السابقة، يعود المخرج الدنماركي لارس فون تيير لنفس المهرجان هذا العام بعمل معقد آخر هو "ميلانكوليا" (كآبة) وهو عبارة عن ميلودراما أسرية علمية تتحدث عن كوكب على وشك الاصطدام بكوكب الأرض. يبدو أن المخرج الأسباني بيدرو ألمادوفار قرر عدم التوقف في أي احتفالية سينمائية حيث سيشارك بآخر أعماله "ذا سكين آي ليف إن" (الجلد الذي أسكنه ) في نسخة هذا العام من كان. يقوم النجم الأسباني أنطونيو بانديراس في هذا الفيلم بدور جراح تجميل يعتزم الانتقام لمقتل زوجته في حادث سيارة، حيث يرتدي الزوج وجها جديدا عليه.