صرح الدكتور عبد الله الحسيني، وزير الأوقاف، بأن مصر دولة مدنية ذات مرجعية دينية، لا تقبل خلط الدين بالسياسة، وأن مهمة عالم الدين هى الدعوة إلى الأخلاقيات والفضائل التى جاءت بها الأديان لضمان أمن واستقرار المجتمع، وأن المؤسسات الدينية سواء الأزهر الشريف أو الأوقاف أو دار الإفتاء هى جزء من منظومة الدولة ولها استقلالها العلمى. جاء ذلك خلال استقبال وزير الأوقاف لكونستانتين شوفالوف سفير المهام الخاصة لوزارة الخارجية الروسية والمسئول عن علاقة روسيا بالعالم الإسلامى والذى يزور القاهرة حاليا للتعرف على تجربة إدارة المؤسسة الدينية فى مصر وعلاقتها بالدولة والإسلام السياسى والمنح الدراسية بالأزهر يرافقه سفير روسيابالقاهرة. وأوضح وزير الأوقاف للسفير الروسى الضوابط التى اتخذها الأزهر الشريف لاستقبال أبناء العالم الإسلامى الدارسين به وأهمها عدم قيد أى وافد إلا عن طريق سفارات الدول بالتنسيق مع السفارات المصرية، وأكد أنه لن يقبل أى طالب يتقدم عن طريق الجمعيات أو الأفراد كما اشترط الأزهر ضمانا لجدية الدراسة والتحصيل العلمى أن يجتاز الطالب اختبار تحديد مستوى فى مهارات اللغة العربية، ومن لاينجح لا يلتحق بدورة مدتها عام كامل لتعلم مهارات اللغة العربية فضلا عن التنسيق مع الدول الموفدة للاهتمام بتعليم الطلاب اللغة العربية فى بلادهم قبل إرسالهم إذ لايمكن أن يدرس العلوم الأزهرية من لا يجيد اللغة العربية. وأشار وزير الاوقاف إلى استعداد الوزارة الكامل للتعاون مع المؤسسات التعليمية فى جمهورية روسيا الاتحادية خاصة الإسلامية منها فى كل ما من شأنه التعريف بصحيح الإسلام وتعاليمه وإرساء قيمه النبيلة، ومحو الصورة المشوهة ظلما والتى يروج لها أعداؤه فى الخارج على اعتبار أن تصحيح صورة الإسلام وتسليط الضوء على عطائه الحضارى ورؤيته المعتدلة والمتسامحة وقبوله الآخر ودعوته إلى السلام والتعاون بين الناس جميعا لتحقيق الخير للبشرية جمعاء، والتصدى للأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين والتعايش الإيجابى مع الجميع هى من أولويات الوزارة فى هذه المرحلة. وأوضح الدكتور الحسينى أن مصر بلد الأزهر الشريف قدمت على مدى التاريخ نموذجا رائعا للوسطية والاعتدال واحتضان جميع الثقافات والحضارات والمذاهب والتيارات الدينية دون تحيز أو تعصب ولازالت تفتح ذراعيها للحوار مع الجميع، وأن الموقف المصرى الثابت والمعلن دائما هو الترحيب بحوار الحضارات وتواصل الثقافات وتفاعلها شريطة ألا تصطدم بالثوابت الدينية والأخلاقية. ورفض الدكتور الحسينى العولمة التى لا تراعى خصوصيات المجتمع وتسعى لتذويب الفوارق وفرض ثقافة واحدة على الجميع داعيا إلى القبول بحضارة إنسانية مشتركة تجمع الجميع وتقبل الخلاف.