مشروع "دار الكتب " أسسه شباب طامح لكنه مهدد الآن من قراصنة الإنترنت الذين يعجز القانون عن ملاحقتهم.وقد قال عنهم الأديب الكبير بهاء طاهر أنهم " شباب يفرح القلب" و قال عنهم المهندس محمد الصاوى مؤسس ساقية الصاوى "هم مجموعة شباب أفخر بالتعاون معهم" . ليس لهؤلاء الشباب من هموم سوى نشر ثقافة القراءة لذلك رفعوا شعار :" نحن نحترم الكتاب" المجموعة تضم كل من مصطفى الحسينى ، محمد مجدى ، محمد مفيد ، أحمد الساعاتى، فاروق عادل . وهؤلاء على الرغم من صغر سنهم اذ تتفاوت أعمارهم ما بين التاسعة عشر و الثمانية والعشرين إلا أنهم عندما حلموا بمشروع العمر لم يكن هذا المشروع تجاريا بحتا كغيرهم من الشباب بل كان حلمهم أن يدخل الكتاب كل بيت بأرخص الأسعار . فقد قاموا بتدشين موقع "دار الكتب العربية " - وهو لا يمت بصلة لدارالكتب والوثائق القومية - و كان هدفهم كما يقول مصطفى الحسينى مؤسس الموقع والمسئول الإعلامى عنه " إنشاء موقع لتوثيق الكتب يوفر كل المعلومات عنها من حيث مؤلفيها و ناشريها و أسعارها و أماكن توزيعها والفعاليات المرتبطة بها ليكون بمثابة قاعدة بيانات إلكترونية شاملة ". وهذا الهدف لم يكن أمرا هينا ،فعلى مدى عامين ونصف نجح الموقع فى خلق حراك ثقافى بين أوساط الشباب من خلال عدد من الأنشطة المبتكرة إذ قام بتنظيم حملة " اقرأ أينما تكون" والتي هدفت إلى توزيع 100 كتاب شهرياً على عدد من الأطفال الفقراء بقرى محافظة المنوفية والقليوبية ، كما تم تنظيم مسابقات ثقافية بحضور كبار الأدباء والكتاب. كذلك تم تنظيم مهرجانين ناجحين لتبادل الكتب من أجل نشر ثقافة تدوير الكتاب تحت شعار " لا تسجن معرفتك وبادل كتبك " أقيم الأول بساقية الصاوى فى أغسطس 2009 و قامت مكتبة الأسكندرية بإستضافة المهرجان الثانى فى نوفمبر 2009 وبالإضافة إلى ذلك دشن الموقع مكتبة دائمة بمستشفى سرطان الأطفال وزودها ب 150 كتاب تخدم الأطفال المرضى وذويهم وطواقم العمل والأطباء. كما إبتكر خدمة " كتالوج التخفيضات " وذلك من أجل ترسيخ ثقافة إهداء الكتب في المناسبات بدلاً من علب الشيكولاته وما يماثلها و خدمة ( كتابك لحد بابك ) والتي يقدمها الموقع للجمهور عبر توصيل الكتب التي يريد زائر الموقع شرائها مع تخفيض 20 % . وعلى الرغم من تلك الخطوات الطموحة إلا أن هذا المشروع الثقافى أصبح مهدداً بالإنهيار بسبب غياب القانون الذى لم تستوعب بنوده " روح المشروع " بحيث تنجح فى حمايته والقائمين عليه من أحد قراصنة الإنترنت. وهذه المشكلة بدأت كما يذكر الحسينى"عندما أعلن الموقع عن حاجته لشركة تصميم مواقع الإنترنت وبالفعل تم اختيار إحدى الشركات والاتفاق مع ممثلها بصفته مديرها وشريكا فيها و بالفعل تم إبرام العقد و دفع مبلغ ألفى جنيه له ، كدفعة نقدية من قيمة العقد البالغة 4000 جنيه على أن يتم تسليم الموقع كاملا بعد مرور شهرين ونصف من تاريخ توقيع العقد وهو لم يحدث حتى الآن اذ ماطل وتهرب وطالب بمبلغ 1000 جنيه أخرى . و بالرغم من دفع المبلغ المطلوب إلا أنه تهرب واختفى ولم يكتف بذلك بل قام بسرقة دومينات الموقع (أسماء الموقع ) و نقلها لحسابه الخاص مما جعل الشركة الأمريكية التي قمنا بشراء الدومينات منها تقوم بتعليق أحد الدومينات ، أما الدومين الآخر فقام بتسجيله بإسمه بالفعل وأضاف صفحة رئيسية على الموقع يعلن فيها سيطرته عليه. لذا قمنا بتقديم بلاغ فيه برقم 35 أحوال بتاريخ 3/8/2010م في قسم شرطة أول طنطا وكذلك بتقديم بلاغ ثان نتهمه بالنصب برقم 3/265 في مباحث الأموال بطنطا بتاريخ 3/8/2010م ورغم تقديمنا لكافة الأوراق التي تثبت صحة موقفنا إلا أن المحضر الأول قد حفظ إدارياً لعدم الإستدلال على عنوان المتهم بينما قبض عليه في المحضر الثاني ليتم إخلاء سبيله حتى إكتمال التحريات التي لم تكتمل حتى الآن . و أثار ذلك حفيظته فحاول إغلاق الموقع بصورة نهائية عن طريق مهاجمته لدومين الموقع الذي قامت بتعليقه الشركة الأمريكية وهو ما دعانا إلى معاودة تقديم بلاغ جديد لمباحث الإنترنت بلاظوغلي بتاريخ 5/8/2010م و لأن هذا البلاغ يحتاج فحص فني للوقائع الواردة فيه فإننا لم نعرف مصير البلاغ حتى الآن وكلما اتصلنا بمباحث الإنترنت لنستفسر عن البلاغ يتم إخبارنا بأنه جاري الفحص الفني للبلاغ . ولقد تمادى أكثر وخاطب الشركة الأمريكية بعقد قام فيه بتزوير إمضاء مدير موقع دار الكتب محمد مجدي زاعما في هذا العقد المزور أن مجدي قد قام ببيع دومينات الموقع والموقع بأكمله له لذا قمنا بإعادة تقديم بلاغ جديد فيه برقم 68 أحوال مركز طنطا بتاريخ 18/9/2010م ولم يكتف بذلك بل هاتفنى من رقم هاتف عام ليسبنى ويهددنى بأنه سيقوم بإعادة فتح الموقع وبيعه مالم نقم بدفع مبلغ 5000 مصري وأخبرنى أنه لا يخاف من الحكومه أو الشرطة لأن عائلته مليئة بضباط االشرطة الذين يستطيعون إخراجه من أي جريمة قد يفعلها !!" وعلى الرغم من الصعوبات التى تواجههم- كما يشير الحسينى- بداية من عدم إيمان الناس بقدرة الشباب على صنع شىء مفيد و ضعف التمويل حيث أنه قائم بجهودهم الذاتية وانتهاءً بالأزمة الأخيرة إلا أنه مازال يأمل فى عدالة القانون ويطمح هو و زملائه لإكمال المسيرة بتطوير الموقع بالتوسع أكثر فى الخدمات صوب الأقاليم والقرى النائية وامتداد فعالياته للعالم العربي خاصة بعدما تلقى دعوات من مؤسسات ثقافية بالكويت والأردن و الإمارات .