التعدي علي الحقوق والسرقات الأدبية والثقافية ظواهر تزايدت بكثافة في السنوات الأخيرة. ومؤخراً انتقلت هذه التجاوزات من تعاملات الكتاب ودور النشر إلي الإنترنت حيث تعرّض موقع دار الكتب العربية لعملية نصب وسطو تبدو تفاصيلها وكأنها واحدة من جرائم المستقبل. تبدأ القصة في نهايات شهر يناير الماضي حيث أعلن موقع دار الكتب العربية عن حاجته إلي شركة تصميم مواقع، لكي تقوم بتطوير موقعها الالكتروني، وإضافة خصائص تفاعلية جديدة إليه وبالفعل وقتها تقدمت أكثر من شركة بعروض لتطوير وإنشاء الموقع الجديد وتم اختيار إحداها وهي شركة باسم "مسلم تك" بمدينة طنطا وقام محمد مجدي مدير الموقع بمقابلة أحد المسئولين عن الشركة وهو أحمد فتحي ثابت إسكندر، حيث تم توقيع عقد بين موقع الدار وبين الشركة ممثلاً عنها أحمد مجدي لكي تقوم الشركة بتطوير الموقع مقابل 4 آلاف جنيه تقاضي أحمد فتحي منها ألفي جنيه كمقدم، علي أن يتم تسليم الموقع كاملاً ويكون جاهزاً لاستقبال زوار موقع دار الكتب بعد مرور شهرين ونصف الشهر من تاريخ توقيع العقد وهو ما لم يحدث حتي الآن. بدأ أحمد فتحي في المماطلة والتهرب من الرد علي مكالمات مدير الموقع الهاتفية بعدة أعذار مختلفة في كل مرة، ثم طالب إدارة الموقع بمبلغ ألف جنيه، حيث قاموا بتحويل المبلغ إليه عن طريق حواله بريدية تم صرفها من مكتب بريد طنطا الرئيسي ليصبح إجمالي ما حصل عليه من موقع دار الكتب الإلكتروني 3000 جنيه مصري وبالرغم من هذا لم يتم إنشاء الموقع حتي الآن، والمدهش أنه لم يكتف بذلك بل حاول سرقة دومينات (أسماء الموقع) وهي (www.daralkotob.net , www.daralkotob.com ) ليحاول بيعها وهو ما جعل الشركة الأمريكية المالكة "للدومينات" تشكّ فيه وتعلّق واحداً من الدومينين الخاصين بالموقع حفاظاً عليه، الأمر الذي دفع إدارة الموقع إلي تقديم بلاغ رقم 35 أحوال بتاريخ 3 أغسطس الماضي في قسم شرطة أول طنطا ضده إلي جانب بلاغ ثان بتهمة النصب برقم 3/265 في مباحث الأموال بطنطا بنفس التاريخ. إلا أن المحضر الأول قد تم حفظه إدارياً لعدم الاستدلال علي عنوان المتهم بينما قبض عليه في المحضر الثاني ليتم إخلاء سبيله حتي اكتمال التحريات! وعلي ما يبدو فقد استفزت البلاغات السابقة أحمد فتحي حيث حاول مرة ثانية السيطرة علي الموقع وتخريبه، فتقدمت إدارة الموقع ببلاغ ثان ضده في مباحث الإنترنت إلا وأنه نظراً لأن هذا البلاغ يحتاج إلي فحص فني للوقائع الواردة فيه.. ما يزال معلقاً لدي مباحث الإنترنت.. والغريب أنّ فتحي قام بالاتصال بمصطفي الحسيني مؤسس الموقع وتهديده بأنه سيقوم بإعادة فتح الموقع وبيعه لأي أحد يرغب في شرائه ليضيع عليه حلمه الذي أنفق عليه الكثير ما لم يقم بدفع مبلغ 5000 جنية مصري. يعمل موقع دار الكتب حتي الآن بشكل جزئي، لكنه يتعرض للكثير من الهجمات التخريبية في ظل غياب أي تدخل رسمي من مباحث الإنترنت، الأمر الذي يهدد استمراره مع أنه يحتاج إلي المساندة، علي الأقل لأنه يُعتبر الأول من نوعه بين المواقع الثقافية العربية. أزمة موقع دار الكتب تفتح الباب ثانية للجدل المتجدد حول قوانين الملكية الفكرية والحماية من سرقات الإنترنت، الأمر الذي يهدد تطور المحتوي العربي والمصري علي الإنترنت ويجعله عرضة لعمليات القرصنة والسطو. تأسس موقع دار الكتب منذ حوالي عامين بهدف تكوين قاعدة بيانات تجمع إصدارات الكتب وتوثقها إلكترونياً بصورة بيانية سهلة، حيث يقوم فريق تحرير الموقع بتوثيق إصدارات الكتب المصرية،اسم المؤلف ودار النشر وعنوان الكتاب وصورة الغلاف وسعر الكتاب الحالي ومكان بيعه وتغطية لحفل توقيعه، كما يتيح الموقع للقارئ الوصول إلي هدفه في الحصول علي البيانات المطلوبة في أسرع وقت وبأقل جهد ممكن. ويقدم الموقع مجموعة متكاملة من خدمات ترويج الكتب تبدأ بالإعلانات علي الإنترنت ثم تنظيم الندوات الثقافية المعنية بالكتاب، وتقديم خدمات بيع الكتب عبر الإنترنت وتوصيلها لمكان المشتري، إلي جانب أنه الموقع العربي الأول الذي سعي لنشر رسائل الدكتوراة والماجستير ومشروعات تخرج طلبة الجامعات المرتبطة بالتنمية الثقافي .