اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة عقب نشر تفاصيل درس للغة العربية مقرر على الصف الثالث الإبتدائي، حيث تضمن أحد الدروس مشاهد للحرق الحي للصقور من قبل العصافير، حيث كان العصافير رمزًا لمن يدافعون عن الوطن، والصقور رمز للأعداء، فيما قالت خبيرة تربوية أن الصقر رمز للجيش، وأن حرقه حيًا له مدلول بث السم فى العسل فى رءوس أطفالنا. وقد تضمن الدرس صورًا ملونة لمشاهد من الدرس، خصوصًا لمشهد الحرق الحي للصقور. وقد لخص الدرس لصراع بين الصقور والعصافير وانتهى بأن قامت العصافير بوضع خطة لإستدراج الصقور ودعوهم ليقدموا لهم أبناءهم الصغار قربانًا داخل الخيمة وقاموا بإشعالها وحرقهم وسط صيحات وصراخ الصقور "إنقذونا.. إنقذونا.. دعونا ولن نأتي هنا مرة ثانية"، ولكن العصافير لم تستمع لصريخهم، وتركوهم يحرقوا أحياء، ثم أنشد العصافير نشيد بلادي بلادي وسط صرخات الصقور. وتساءل الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث سابقًا، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" والذي اهتم بنشر صورة للدرس من الكتاب، "هو دا اللى بنعلموا لأولادنا؟! احنا كدا بنربي فى أولادنا فكرة الحرق والانتقام وبعد كدة بنستغرب إن فيه ناس بتحرق وتدبح ونتريق على داعش؟..يا ناس دى جريمة والله ولابد من محاسبة جميع المسؤولين فى الوزارة على هذه الكارثة. وتابع الناظر، والقصة لمن يريد أن يقرأها موجودة من صفحة 62-صفحة 81 ومشهد الحرق فى صفحة 81، بكتاب اللغة العربية الصف الثالث الإبتدائي الفصل الدراسي الثاني. هذا الدرس "ثورة العصافير"، حاول أن يؤصل فكرة وطنية، عن طريق مقاومة العدو، ولكنه عالجها بشكل خاطئ، وكان يجب ألا تمر هكذا على وزارة التربية والتعليم، هكذا عقب، الصحفي إبراهيم الجارحي والذي اكتشف هذه القصة وأول من نشر عنها. وعقبت الدكتورة بثينة عبدالرؤوف الخبيرة التربوية، على ذلك قائلة، هذا الدرس كارثة تربوية بكل المقاييس وقد أرادوا تأصيل قيمة إيجابية وهى المقاومة والدفاع عن الوطن ولكن بتعليم الأطفال قيمة سلبية وهى الحرق حيًا للأعداء، مشيرة إلى أن هناك اتفاقيات دولية لحماية الأسير، وعدم تعذيبه، خصوصًا وأن الصقور استغاثوا وقالوا "إنقذونا إنقذونا". ولفتت عبد الرؤوف الأنظار إلى أن ذكر "الصقر" فى القصة تحديدًا وحرقه حيًا له مدلول غير طيب، فالصقر فى مصر والدول العربية ليس رمز للخيانة بل يمثل القوة، وهو رمز للجيش أيضًا، فهو ليس مجرد طائر، وليس شريرًا، مشيرة إلى أن ما يعلمونه ويرسخونه فى عقول أولادنا فى فحواه أمر خطير، ورغبوا من خلال هذه القصة بوضع السم فى العسل لأطفالنا. وأشارت بثينة، إلى أن القائمين على وضع المناهج بوزارة التربية والتعليم مجرد موظفين،وغير مؤهلين. مشيرة إلى أن حتى الخبراء واضعي المناهج الدراسية، يتم توجيههم من قبل الموجهين بالوزارة. وأكدت على أن فكرة حرق الصقر حيًا فى قصة مقررة على أطفال فى الصف الثالث الإبتدائي هى فكرة "داعشية" وتؤصل فكرة الظلم والعنف. حاولت "بوابة الأهرام" التواصل مع وزارة التربية والتعليم، وتحديدًا القائمين على إدارة تطوير المناهج ولكن كالعادة تارة الهواتف مغلقة، وتارة أخرى الهواتف لا ترد. .