تعليقا على رحيل محمد التهامي، أكبر الشعراء المصريين سنًّا عن 95 عامًا، تحدث مجموعة من الشعراء والمبدعين والنقاد ل"بوابة الأهرام"، واصفين هذا الرحيل ب"الخسارة للاتجاه الشعري المحافظ، الداعم للموروث الأصيل"، بحد تعبيرهم. الشاعر والكاتب أحمد عبدالمعطي حجازي، قال: إن الشاعر محمد التهامي كان حاضرا بقصائده التي تعظم وتجلل النفوس الشامخة في المناسبات الوطنية وغيرها. وأوضح حجازي في حديثه ل"بوابة الأهرام"، أن الساحة الثقافية العربية أجمع قد خسرت برحيل شاعر عظيم ممثل للاتجاه المحافظ، والموروث التراثي، وقال: أتمنى أن يظل هذا الاتجاه التقليدي حيا بعد رحيل ممثله محمد التهامي، بجانب الاتجاهات الشعرية الأخرى. من جهته، قال الشاعر والناقد شعبان يوسف: إن الراحل محمد التهامي كان شاعرا محافظا على مبدأه في فنية القصيدة العمودية، وسطر على منوال شعراء عظام أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. وأضاف شعبان أنه كان مخلصا للقصيدة العمودية والتراث العربي، مشيرا إلى أنه لم يكن معاديا لحركة التجديد في القصيدة العربية وإنما كان مؤمنا بفكرة التعدد والتنوع في المجالس الشعرية. بينما قال الناقد الدكتور رضا عطية: إن الشاعر محمد التهامي من الشعراء الكلاسيكيين ومن أبرز الوجوه الشعرية من المدافعين عن القصيدة العمودية في الخمسينيات وما بعدها، رغم صعود تيار قصيدة التفعيلة في الخمسينيات بسواعد الشاعرين صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي. وأضاف عطية: التهامي ظل مخلصا لإيمانه ومبادئه بالتمسك بالشعر العمودي ضد التيار الجديد لشعر التفعيلة وقصيدة النثر. ويرى د.عطية بشأن انحسار القصيدة العمودية أنها لم تعد مناسبة للعصر، نظراً لكثرة الاشتراطات والالتزام بعدد ثابت من التفاعيل في كل بيت شعري، كما أن هذا الحاجز يعيق أداء الشاعر وتطويعه للمعنى وما يقصده من دلالات معبرة عن روح العصر. وكان "اتحاد كتاب مصر" قد أعلن اليوم الخميس أن الشاعر محمد التهامي، أكبر الشعراء المصريين سنًا (95 عاما)، توفي مساء أمس الأربعاء. وأضاف مسئول بالاتحاد اليوم أن جثمان الشاعر الراحل سيشيع من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة. ولد محمد التهامي سيد أحمد في العاشر من فبراير 1920 في قرية الدلاتون بمحافظة المنوفية وكتب الشعر في مرحلة مبكرة حتى أنه نشر ديوانا شعريا حين كان طالبا بالمرحلة الثانوية. تخرج التهامي في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية 1947 وعمل لفترة بالمحاماة ثم اتجه إلى الصحافة فعمل في صحيفة (الجمهورية) اليومية منذ صدورها عام 1953 وعمل في إدارة الإعلام بجامعة الدول العربية بين عامي 1958 و1974 ثم ترأس بعثة الجامعة العربية في إسبانيا بين عامي 1974 و1979. والشاعر الراحل -الذي ظل مستشارا لجامعة الدول العربية حتى إحالته إلى التقاعد- كان عضوا في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة وعضوا في المجالس القومية المتخصصة ورئيسا لجمعية الأدباء. وللتهامي الذي حافظ على شكل القصيدة العربية العمودية دواوين تتراوح بين الشعر الوطني والديني والقومي ومنها (أغاني العاشقين) و(أغنيات لعشاق الوطن) و(أشواق عربية) و(دماء العروبة على جدران الكويت) و(يا إلهي) و(قطرات من رحيق العمر). ونال التهامي جوائز مصرية آخرها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1990. ومن خارج مصر حصل على جائزة الملك الحسن الثاني ملك المغرب عام 1993 وجائزة شاعر مكة "محمد حسن فقي" عن ديوانه (نفثات) عام 2004. كما كرمته السفارة اليمنية بالقاهرة في أغسطس 2010. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :