رحل الشاعر عبد المنعم عواد يوسف، أحد مؤسسي شعر التفعيلة بالشعر العربي المعاصر عن عمر يبلغ سبعا وسبعين عاما، بعد ما يقرب الستين عاما من الإبداع الشعري، الذي استخدمه كسلاح لنصرة الإنسانية والحرية، عاصر أهم شعراء الخمسينيات مثل صلاح عبد الصبور، ونجيب سرور، وأحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد مهران السيد، وفوزي العنتيل، وحسن فتح الباب، وغيرهم ممن شكلوا تاريخ الحركة الشعرية في مصر.. نشرت أول قصيدة له في "ركن الأدب" بمجلة "الزمان" التي كان يشرف عليها حينذاك الشاعر الراحل محمد الأسمر، والتي دعمت العديد من الشعراء الذين أثروا الحركة الشعرية فيما بعد مثل: محمد الفيتوري، وزكريا عناني، ومحمود الربيعي، ومحيي الدين فارس. تميزت الحياة الشعرية للراحل عبد المنعم عواد يوسف بالتطور وتعدد المراحل الفنية في الشعر، فلقد بدأ بالمرحلة الكلاسيكية، ومنها انتقل للمرحلة الرومانسية، واستقر به المطاف في المرحلة الواقعية الشعرية، التي حققت له الحضور الخاص لشاعر مصري حداثي، وكان مصرا علي الحفاظ علي اتجاهه الشعري، رافضا لاتجاه قصيدة النثر، التي كان يعتبرها نوعا من التطرف الحداثي لدي الشعراء. استطاع عبد المنعم عواد أن يوازن فيما بين اتجاهه الواقعي والناحية الجمالية والفنية، في نموذج لمنهج الحداثة المعتدلة، وتميزت رؤيته الشعرية بالعمق الذي يدعو إلي التأمل والتفكير من خلال عرضها كصورة ذهنية، كان يؤمن بقوة التشكيل باللغة والموسيقي الداخلية للقصيدة، بأن الشعور بهموم الوطن هو أقصر الطرق للوصول إلي الناس، عشرات من الرسائل الجامعية رصدت التجربة الشعرية للراحل عبدالمنعم عواد يوسف، وكذلك الدراسات النقدية الكثيرة، من دواوينه: (عناق الشمس) 1966، و(أغنيات طائر غريب) 1972، و(الشيخ نصرالدين والحب والسلام) 1974، و(للحب أغني) 1976، و(الضياع في المدن المزدحمة) 1980، و(هكذا غني السندباد) 1983، و(بيني وبين البحر) 1985، و(كما يموت الناس مات) 1995، و(المرايا والوجوه) 1999، وعيون الفجر (للأطفال) 1990، وقد صدرت أعماله الكاملة في مجلدين عن الهيئة العامة للكتاب عام 1999 .