أحدث المشاجرات السياسية في إسرائيل تتعلق بما إذا كانت زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد احتفظت بما استردته من أموال عن الزجاجات الفارغة التي سيعاد تدويرها بعد استخدامها في المناسبات الرسمية التي تنفق عليها الدولة. وحتى بمعايير الحياة السياسة في إسرائيل المعروف عنها أنها حافلة بالعراك والمشاكسة تعتبر الحملة الانتخابية لاختيار أعضاء برلمان جديد في 17 مارس حملة شرسة. ويسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذه الانتخابات للفوز بفترة رابعة. وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق سيكون قرييًا بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وتحالف المعارضة الذي يمثل يسار الوسط فقد أصبح التركيز على الشخصيات والاتهامات بارتكاب مخالفات لا على جوهر السياسات. وقال المحلل السياسي هانان كريستال عبر راديو إسرائيل "هذه حرب تشهير. ولا أحد يعرف إلى أين ستؤدي كل هذه السلبية". ومن أوائل الشخصيات التي استهدفتها حملات التشهير سارة زوجة نتنياهو المتخصصة في علم النفس والتي عملت من قبل مضيفة جوية. ونادرًا ما تتحدث سارة علانية لكنها كثيرًا ما تكون موضع انتقاد في الصحافة بسبب غطرستها. وتمتلئ الصحف الإسرائيلية باتهامات موجهة لسارة لأنها لم ترد لخزانة الدولة ما تم استرداده من أموال عن زجاجات المشروبات المستخدمة في المقر الرسمي لرئيس الوزراء في القدس والتي يعاد تدويرها للاستفادة منها. ويقول أصحاب الاتهامات إن دافعي الضرائب دفعوا ثمن المشروبات ولذلك فمن حق الدولة أن تسترد أموال إعادة تدوير الزجاجات الفارغة. وقال محامو أسرة نتنياهو إن الأموال استخدمها العاملون في المقر كمصروفات نثرية وإن الأسرة ردت الأموال بالفعل. غير أن هذا لم يخمد العاصفة بل تفاقمت بسبب اتهامات قديمة عن صرف مبالغ من المال العام لسداد ثمن أثاث حديقة المنزل الخاص لأسرة نتنياهو. وقد نفى رئيس الوزراء الاتهامات ودعا وسائل الإعلام إلى تسليط أضوائها عليه لا على زوجته، كما استخدم موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لكيل الاتهامات لخصومه السياسيين بتنظيم هجوم إعلامي منسق لإذلاله قائم على اتهامات زائفة. ولأن السباق الانتخابي متقارب إذ تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن تحالف يسار الوسط سيفوز بعدد 24 أو 25 مقعدًا من مقاعد الكنيست وعددها 120 مقعدًا أي أنه سيسبق الليكود بمقعد أو اثنين يعتبر التركيز على الشخصيات أحد المحركات الأساسية لأصوات الناخبين الذين لم يحددوا آراءهم بعد. ونظرًا للطبيعة الاستقطابية لشخصية نتنياهو الذي قضى في الحكم حتى الآن فترة أطول من غيره من زعماء اسرائيل منذ مؤسس الدولة دافيد بن جوريون فقد أصبح هدفًا سائغًا. وأصبح شعار يسار الوسط "إما نحن أو هو" وشعار نتنياهو "إما نحن أو هم". وعمومًا فالقضية المهيمنة هي الأمن في الانتخابات الإسرائيلية التي تنتهي دائمًا بتشكيل حكومات ائتلافية. غير أن قوة موقف نتنياهو في موضوع الأمن جعل المعارضة تبحث عن نقاط ضعف أخرى. وقال جدعون راهات أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية "ظهرت عملية مبالغ فيها اهتم فيها الناس أكثر من ذي قبل بالشخصيات وقل فيها اهتمامهم بالأحزاب والأيديولوجيات. وهكذا انتهينا إلى كل هذه الهجمات الشخصية". غير أن يسار الوسط لم يسلم من هذا الاتجاه. فقد اتهم حزب الليكود المعارضة بمخالفة القواعد المرعية بتلقي أموال من الولاياتالمتحدة لتمويل إعلانات تحث الإسرائيليين على التصويت "لأي شخص غير نتنياهو". ولأن القانون الإسرائيلي يسمح للأحزاب السياسية بقبول التبرعات الخارجية فلم تفتح الشرطة أو السلطات القضائية أي تحقيق في هذه المسألة.