صدر العدد العشرون من مجلة ذاكرة مصر، يناير 2015، عن مكتبة الإسكندرية، وحمل بين صفحاته كنوزًا وصفحات مشرقة من تاريخ الجمهورية. يتعرف القارئ، في هذا العدد الجديد، على محاولات العرب في فك رموز الكتابة المصرية القديمة، ويشير الدكتور عكاشة الدالي، إلى أن تلك المحاولات التي سبقت شامبليون بكثير، فكثيرًا ما كان يفترض أن المسلمين كانوا يميلون إلى تدمير الآثار الوثنية لحضارات ما قبل الإسلام، ولكن الحقيقة مختلفة؛ حيث كان هذا التدمير استثنائيًّا. وتشير الدراسة إلى أن الطبيب الرحالة "عبد اللطيف البغدادي" في القرن الثاني عشر الميلادي، كان على دراية كبيرة بقيمة هذه الآثار، وذلك بغرض دراسة الماضي؛ إذ عبر عن إعجابه بالحكام المسلمين لاهتمامهم وحمايتهم لتلك الآثار، وقد بدأت دراسة العرب للخطوط القديمة منذ القرن الأول للإسلام (السابع الميلادي)، واستطاع بعض الكتاب العرب في بعض الحالات الوصول لفك مجموعة من العلامات المصرية بطريقة صحيحة. ويضم العدد مقالًا آخرًا عن محاولات العرب، بعنوان "ماريو روسي .. معماري مساجد القرن التاسع عشر"، فيقول الدكتور أحمد صدقي: من كان يتصور أن من أهم مساجد القاهرةوالإسكندرية بل وغيرها من مساجد أقاليم مصر والتي أقامتها وزارة الأوقاف حين كانت الوزارة في أوج مجدها وهي الراعي الأساسي للعمارة الدينية لبناء المساجد وترميمها، من تصميم مهندس كاثوليكي إيطالي؟ عن أبي العباس المرسي، والقائد إبراهيم، وعمر مكرم، ومسجد الزمالك، ومسجد بور فؤاد القديم، وغيرهم الكثير والكثير، السؤال الآن من هو ماريو روسي (والذي اختار لنفسه اسم أحمد المهدي بعد أن أشهر إسلامه)؟ إنها قصة إنسانية قبل أن تكون بحثًا في تاريخ العمارة الإسلامية المعاصرة؛ البعد الإنساني هو الراسخ والأكثر تأثيرًا إذا أردنا أن نتناول المبنى بعين المحلل والمدقق. أما الدكتور خالد عزب رئيس التحرير، فقرر الطواف في جنبات قصر عابدين والاتحادية وغيرها من القصور التي اتخذت مقرًا للحكم، في مقال بعنوان "مقر الحكم في مصر من القلعة إلى عابدين"، والذي يستعرض خلاله لانعكاس التحولات السياسية في طبيعة وتركيبة الطبقة الحاكمة في مصر، على طبيعة وتركيبة مقر الحكم في مصر. أما حكاية العدد هذه المرة فهي بعنوان "مغامرة جوية في سماء مصر"، تناولت فيها سوزان عابد، سكرتيرة التحرير، قصة السباق الفرنسي الإنجليزي في الوصول إلى القاهرة بالطائرة وأولى محاولات الطيران في مصر؛ حيث تشير إلى أن غالبية الكتابات التي تناولت تاريخ الطيران في مصر كانت تركز بشكل أكبر على فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، والقرارات التي اتخذتها مصر في سبيل تفعيل خدمة النقل الجوي وعمل شبكة جوية تنقل المسافرين والبضائع من بلد إلى بلد. كما يضم العدد موضوعات كثيرة أخرى من بينها "السجاد المملوكي فن وأصالة" للدكتورة رامزة الجمال، تناولت فيه بالصور خصائص وسمات السجاد المملوكي القاهري، ومقال آخر عن الجامع الأزهر والتنافس على مشيخته وتاريخ منصب شيخ الجامع الأزهر للدكتور حسام عبد المعطي.