أكد المؤتمر الرابع للتغييرات المناخية والتنمية فى افريقيا فى ختام أعماله اليوم فى مدينة مراكش المغربية على ضرورة قيام افريقيا بالسعى لإطعام نفسها بنفسها من خلال دعم قطاع الزراعة الذى يمثل الركيزة الأساسية فى إحداث التنمية والتقدم فى القارة السمراء خاصة فى ظل وجود الموارد التى تتيح ذلك سواء توافر الأراضى الزراعية أو الامكانيات البشرية بالقارة. وأوضح المؤتمر– والذى استمر ثلاثة أيام وشارك في أعماله أكثر من خمسمائة خبير إفريقى ودولى وقام بتنظيمه اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بإفريقيا والاتحاد الإفريقى وبنك التنمية الإفريقى– أهمية دعم المزيد من الفهم لأهمية جمع البيانات المتعلقة بالتغيير المناخى وزيادة تركيز الحكومات الإفريقية وشركائها على دعم الاستثمار والشراكة فى مجال البحوث المتعلقة بالمناخ من أجل التنمية. وصرح د. عبدالله حمدوك نائب الأمين التنفيذى للجنة الاقتصادية لإفريقيا بأن 60% من احتياطى الأراضى المزروعة فى العالم موجودة فى القارة وهو ما يفرض علينا تحديات كبيرة فيما يتعلق بكيفية استغلال تلك الموارد والأراضى ووضع تصور متكامل للاستفادة منها لتحقيق شعارنا وهو "إفريقيا تستطيع إطعام نفسها بنفسها". من جانبه قال د. رافائيل ايدو وزير البيئة فى بنين: إننا لا بد أن نشعر بتطور الأشياء فى المستقبل وعلينا أن نلتفت إلى التغيرات المناخية الموجودة فى القارة مشيرًا إلى أن بلاده قامت بزراعة عشرة ملايين شجرة خلال هذا العام الماضى لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها المختلفة. وأوضح باروس بنجاى وزير البيئة والسياحة فى غينيا بيساو أن إفريقيا لديها موارد وثروات وهناك أيضًا البحوث التى أجريت ولكن هناك مشاكل فى التمويل والتكنولوجيا فى القارة وهو ما يتطلب جهودًا مضاعفة لحل تلك المشاكل. وأشار عبدويالى بالدى وزير البيئة والتنمية المستدامة فى السنغال إلى أنه ينبغى أن يقوم كل بلد بإطعام نفسه وبالتالى تتمكن القارة من إطعام نفسها. وأوضحت د. فاطيما دانتون مديرة إدارة مبادرات التغيرات المناخية بلجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا أن القارة فى حاجة ماسة إلى زيادة حجم الاستثمارات بها فى مجالات البحوث المتعلقة بتغير المناخ حتى ينعكس ذلك على دعم المزارعين وتعزيز فرصهم فى الحصول على قروض لدعم الزراعة بالقارة. وأضافت أنه لا بد من دعم عمليات النقل وتسهيل تداول السلع بين دول القارة وسهولة وصولها إلى الأسواق على جميع المستويات بالتعاون بين القطاع الخاص والحكومات وهو ما يتطلب الاستثمار فى الطرق ووسائل النقل ودعم العلاقة والتعاون بين الأمن الغذائى وبين الاستثمار فى الطاقة النظيفة لصالح دعم وتطوير قطاع الزراعة فى القارة السمراء. وقالت د. فاطيما إن عدم قدرة الزراعة فى إفريقيا على تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المواطنين جعل حوالى 300 مليون سخص بالقارة لايزالون يعانون الجوع وهو ما دفع الحكومات إلى إنفاق مليارات الدولارات سنويًا على وارداتها من الأغذية لتلبية احتياجات الشعوب الإفريقية وهو ما يتطلب ضرورة السعى لدعم قطاع الزراعة بصورة أساسية من خلال دعم بحوث التغيرات المناخية والتى ينعكس أثرها تمامًا على معدلات الإنتاج الزراعى داخل القارة.