رحبت السلطات العراقية والمعارضة السورية،اليوم الخميس، بالاستراتيجية التي عرضها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لمحاربة تنظيم "داعش"، الذي يزرع الرعب في مناطق واسعة من العراقوسوريا. وفي المقابل، حذرت روسيا من توجيه ضربات لمواقع لتنظيم "داعش" في سوريا، من دون موافقة الأممالمتحدة، معتبرة أن ذلك في حال حصوله سيشكل "خرقًا فاضحًا" للقانون الدولي. كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من أوائل المرحبين بخطة أوباما، وأفاد بيان صادر عن متحدث باسمه، بأن العراق "يرحب باستراتيجية أوباما فيما يخص الوقوف معه فى حربه ضد "داعش" والجماعات الإرهابية، إذ أن المتضرر الأول والأخير من خطورة هذا التنظيم هم العراقيون بمختلف طوائفهم وأديانهم وأعراقهم". من جهته، رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بخطة أوباما، لكنه حض على التحرك أيضًا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن الائتلاف، في بيان له، أنه يدعم الخطة الأمريكية لشن ضربات جوية في سوريا، وتدريب قوى معارضة، لكنه أوضح أن "منطقة مستقرة وخالية من المتطرفين" تتطلب "إضعاف وإسقاط نظام الأسد القمعي في نهاية المطاف". ويسعى النظام السوري إلى تقديم نفسه كشريك في حملة محاربة الإرهاب، ويصر على ضرورة التنسيق معه، قبل القيام بأي ضربة عسكرية ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا. وأعلن وزير المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر، أن "أي عمل كان، من أي نوع كان، دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء على سوريا"، مشيرا إلى أنه "في القانون الدولي، لا بد من التعاون مع سوريا، والتنسيق مع سوريا، وموافقة سوريا على أي عمل كان، عسكريًا أو غير عسكري، على الأرض السورية". إلا أن الرئيس الأمريكي رفض أي تعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصفه ب"اللاشرعي". في السياق نفسه، قال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، إن "الرئيس الأمريكي أعلن احتمال توجيه ضربات لمواقع "داعش" في سوريا دون موافقة الحكومة الشرعية (نظام الرئيس بشار الأسد)". وأضاف الكسندر: "أن مثل هذه المبادرة في غياب قرار من مجلس الأمن الدولي ستشكل عملًا عدائيًا وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي"، وذلك في لقاء صحافي أسبوعي لخارجية روسيا، الحليف التقليدي للنظام السوري. من جهتها، أبدت إيران تشككًا في "جدية وصدق" الائتلاف الدولي، الذي تريد الولاياتالمتحدة تشكيله، لمكافحة تنظيم داعش. ونقلت وكالة "ارنا" الرسمية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم، قولها: "هناك علامات استفهام بشأن الائتلاف الدولي المزعوم ضد داعش، الذي أعلن بعد قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز". وأضافت: "يمكن أن نتساءل بشأن جديته وصدقه في التصدي للأسباب الحقيقية للإرهاب"، وذلك بعد ساعات من إعلان أوباما رغبته في "القضاء" على هذا التنظيم المتطرف. واتهمت أفخم بعض دول الائتلاف، دون أن تحددها، ب"تقديم الدعم المالي" لهذا التنظيم في العراقوسوريا، في حين "يرغب آخرون في إحداث تغييرات سياسية" في العراقوسوريا.