باق من الزمن 500 يوم على تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، والتي هي بدورها أهداف تتشارك فيها معظم المؤسسات التنموية الدولية، ومنها البنك الدولي، وبالفعل تم تحقيق تقدم واضح وملموس في الكثير من المجالات، التى تصب في خدمة هذه الأهداف. ولكن لايزال العالم يحتاج إلى مزيد من الجهود، لتحسين حياة البشر، وإنقاذهم من الفقر، لذا تشتعل المناقشات، في هذه الأيام، بين مسئولي المنظمات الدولية والدول والحكومات، للإعداد لما بعد 2015، ووضع جدول للأعمال والأهداف الجديدة. ومنذ اجتماع زعماء وقادة الدول في الأممالمتحدة، في بداية القرن الحالي، واتفاقهم على إعلان الألفية ومبادئه، وأهمها القضاء على الفقر المدقع، والمساواة والإنصاف بين الناس، والكرامة الإنسانية، والعمل مستمر على تحقيق هذه الأهداف. وبالفعل، تم إنجاز جزء كبير من هذه الأهداف، وفقًا لتقديرات برنامج التنمية، التابع للأمم المتحدة، ووفقًا لدراسات البنك الدولي، حيث تم خفض عدد الفقراء الذين يعانون الفقر المدقع إلى النصف، كما تم خفض نسبة السكان الذين لا يمكنهم الحصول على الماء النظيف إلى النصف، وكذلك أصبح 90% من الأطفال في الدول النامية يتمتعون بالتعليم الإبتدائي، كما تم خفض التباين بين الفتيات والفتيان في التسجيل في المدارس، إلى جانب إحراز تقدم في علاج العديد من الأمراض، والوقاية منها. وتوضح تقارير البنك الدولي، أن عدد الفقراء فقر مقدع في العالم يصل إلى 1.2 مليار شخص، وأن هناك شخصًا من بين خمسة أشخاص حول العالم يعيش على أقل من 1.25 دولار فى اليوم. كما تم تحديد أعلى خمس دول فى معدلات الفقر، أولها الهند، تليها الصين، ثم نيجيريا وبنجلاديش والكونغو. وتعمل المؤسسات الدولية والدول في الوقت الحالي، على إعداد خطة عمل وجدول أعمال لما بعد 2015، تتضافر فيها جهود الحكومات والمجتمع الدولي والمجتمع المدني والقطاع الخاص، وذلك لتحقيق أهداف ملموسة في مجال التنمية والقضاء على الفقر.