ذكر مسئولون أمريكيون أن الإدارة الأمريكية بدأت في إمداد القوات الكردية التي تحارب المسلحين المتشددين في شمال العراق بالأسلحة بشكل مباشر، مما يعمق التدخل الأمريكي في نزاع سعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما طويلا لتجنبه. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - "ان قرار تسليح الأكراد عبر قناة سرية أنشأتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي ايه"، اتخذ رغم اعتراف مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد المسلحين كانت تشكل رادعا مؤقتا فقط.. ومن غير المرجح أن تضعف رغبتهم في القتال". وأوضحت أن مسئولين عسكريين أمريكيين أشاروا إلى أنهم نفذوا 17 غارة جوية، من بينهم4 غارات أمس، ضد مسلحين من "داعش" غير أن المسلحين استجابوا لهذه الغارات بالاختفاء داخل مناطق مأهولة بالسكان مما جعل استهدافهم أكثر صعوبة. ولفتت الصحيفة إلى أن "داعش" لديه ما يقدر بعشرة آلاف مسلح في صفوفه واستولى على وحدات للجيش العراقي في مختلف أرجاء الدولة وعلى كميات كبيرة من الأسلحة التي قدمتها الإدارة الأمريكيةلبغداد وخلال الأسابيع الأخيرة تغلب التنظيم على قوات الأمن الكردية شبه المستقلة مما فاجأ المسئولين في واشنطن. ووفقًا للصحيفة فقد شكا القادة الأكراد من عدم امتلاك أسلحة كافية وبالتالي لا توجد إمكانية لشن عملية مضادة دون مساعدة أمريكية مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهماأوضحا أن السي آي ايه لم تعترف علانية بالعملية وأن مسؤولين أمريكيين حاولوا الإسراع في نقل أسلحة من الحكومة في بغداد إلى المقاتلين الأتراك في الشمال لكن العملية سارت ببطء شديد مما اضطر واشنطن إلى فتح قناة مباشرة للأكراد عبر السي آي ايه. وقال مسئول عسكري أمريكي "إن البنتاجون ووزارة الخارجية يدرسان مجموعة أخرى من السبل لإرسال أسلحة إلى الأكراد عبر قنوات مفتوحة غير أنهما يحتاجان إلى تفويض قانوني لاتخاذ هذا الإجراء.. فمبيعات الأسلحة الأمريكية تكون مقتصرة في العادة على الحكومات المركزية أو ذات السيادة". ويرى بعض المحللين العسكريين أن جهود تسليح الأكراد والغارات الجوية المحدودة للإدارة الأمريكية لن تحدث على الأرجح فارقًا كبيرًا في الحملة الشاملة ضد العناصر المسلحة المتشددة في العراق.