أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء أن مدن القناة تشمل مقومات سياحية لسياحة الآثار والسياحة الدينية والشاطئية والعلاجية، مطالباً بالعمل على تنشيط السياحة فيها وتطويرها ووضعها على خارطة السياحة. وقال ريحان - فى تصريح له اليوم الخميس - إن " القلزم " السويس كانت محطة مهمة فى طريق الحج القديم إلى مكةالمكرمة عبر وسط سيناء وبها قلعة عجرود، وكذلك ميناء مصر الرئيسي لنقل قوافل الحج عبر خليج السويس إلى ميناء الطور القديم ومنها إلى جدة ونقل المقدسين المسيحين في رحلتهم المقدسة عبر سيناء إلى القدس. وأضاف أن السويس تضم آثاراً نادرة مثل قصر محمد علي الذي بناه عام 1860، وبها أقدم محكمة شرعية فى مصر أسست عام 1868، علاوة على متحف السويس ومقتنياته، والتلال الأثرية التى تضم مدينة القلزم القديمة وهى الموضع الهام على رأس خليج السويس وقد سبقها في هذا الموضع عدة مدن هى هيروبوليس الفرعونية، وأرسينوى البطلمية التي سُميت فى العصر البيزنطى كليزما بمعنى المكان الذى تؤمه السفن (الميناء) وكانت في القرن الثاني الميلادي الميناء الهام للتجارة مع الهند وفي صدر الإسلام أصبحت القلزم الميناء الرئيسى لمصر على البحر الأحمر. وتابع الدكتور ريحان أن محافظة بورسعيد تحوي آثاراً فريدة تمثل متحف معمارى مكشوف يضم خليطاً من أروع الطرز المعمارية لدول البحر المتوسط أبدعها معماريون فرنسيون وإيطاليون وإنجليز ويونانيون مع مراعاة النسق العام للطراز العربى الإسلامي لتشمل مجموعة فريدة من المباني التاريخية نظراً لتنوع الجاليات التي تقطنها وهي مبانٍ فريدة في طرزها المعمارية تتكون من الخشب أو الحجارة ثمثل الطرز الكلاسيكية الجديدة و الطراز القوطي المتأخر وطراز عصر النهضة المستحدث وطراز الباروك والروكوكو بالإضافة الطراز القبطي والطراز العربي الإسلامي. وأشار إلى أنه من آثارها كنيسة سانت أوجينى وفيلا فيرناند والمدرسة الإيطالية ومبنى الإدارة الانجليزية والمسجد التوفيقى و المسجد العباسى وقاعدة تمثال ديليسبس ومبنى هيئة قناة السويس وفنار بورسعيد القديم، الذى يعتبر أول بناء مشيد بالخرسانة فى العالم عام 1869، ومتحف بور سعيد القومي ومتحف بور سعيد الحربي ومتحف النصر للفن الحديث. وأكد ريحان أن محافظة الإسماعيلية كانت أكبر المقاطعات مساحة في مصر القديمة وقد عرفت فى اللغة المصرية القديمة باسم " رع اياتب" أو مقاطعة حورس الصقر وعاصمتها "براتوم" موقع تل المسخوطة حالياً وعرفت فى العصر اليونانى باسم "هيرونوبوليس" وفى العصر البطلمى "بيثوم" وفى العصر الروماني "ايرو" وعلى أرضها مر نبى الله يوسف ونبي الله موسى وعبرتها جيوش المسلمين الفاتحة عبر وادي الطميلات إلى بلبيس. وأوضح أن الإسماعيلية استمدت اسمها الحديث من اسم الخديو إسماعيل باشا حاكم مصر، وتقع بمنتصف قناة السويس يحدها شرقاً سيناء وقناة السويس التى تخترق بحيرة التمساح والبحيرات المرة ويحدها غرباً حدود الدلتا على امتداد فرع دمياط ومن الشمال بورسعيد ومن الجنوب طريق القاهرة / السويس. وذكر أن الإسماعيلية تحوى متحفا شهيراً بحى الإفرنج، أحد الأحياء القديمة بها، الذي ظهر لأول مرة بعد حفر قناة السويس أو مصاحبا لها ويتميز بطرازه المعمارى الفرنسى وكان يقيم به العاملون الأجانب بالشركة العالمية للملاحة البحرية (هيئة قناة السويس) ويتميز بهدوئه ونظافته وكثرة المساحات الخضراء، لافتا إلى أن المتحف يضم الآثار المستخرجة المواكبة لحفر قناة السويس وقد قام عالم الآثار الفرنسى جون كليدا بأعمال حفائر فى مناطق عديدة بسيناءوالسويسوالإسماعيلية كانت نواة لمتحف الإسماعيلية. وأشار إلى أن المتحف يضم مجموعة من الآثار النادرة التى تمثل التاريخ المصري القديم واليونانى الرومانى والمسيحى والإسلامى من خلال قاعدة عرض واحدة تضم 32 فاترينة عرض غير القطع الأثرية المثبتة بأرضية المتحف من قطع الموزايك، موضحا ان القطع المعروضة بالفتارين قد نسقت عندما افتتح المتحف واستخرجت مقتنيات المتحف من المواقع الأثرية بمدن القناة وسيناء ومنها بالإسماعيلية تل المسخوطة ودفنة والمحمدية والدفرسوار والقنطرة، وبسيناءالعريش والشيخ زويد وتل الحير وحابو ومن السويس تل القلزم وشمال خليج السويس وكبريت كما تم تزويد المتحف بقطع أثرية من مواقع مختلفة بمصر.