صرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بأن السويس وبورسعيد تشملا آثاراً نادرة حيث تضم السويس قصر محمد على الذى تم نهبه وهو القصر الذى بناه محمد على عام 1860 بالسويس وخطط فيه للحملات المصرية فى السودان والحجاز وأشرف منه على سفر جنود هذه الحملات كما قام بتخصيص جانب من القصر لإنشاء ثانى أقدم محكمة شرعية فى مصر عام 1868 علاوة على متحف السويس ومقتنياته الهامة فضلاً عن التلال الأثرية التى تضم مدينة القلزم القديمة وهى الموضع الهام على رأس خليج السويس وقد سبقها فى هذا الموضع عدة مدن هى هيروبوليس الفرعونية وأرسينوى البطلمية التى سميت فى العصر البيزنطى كليزما بمعنى المكان الذى تؤمه السفن (الميناء) وكانت فى القرن الثانى الميلادى الميناء الهام للتجارة مع الهند وفى صدر الإسلام أصبحت القلزم الميناء الرئيسى لمصر على البحر الأحمر وعلاوة على أهميتها التجارية فقد كانت ميناء الحجاج الهام فى طريق الحج البحرى القديم منذ عام 1885م للمسلمين فى طريقهم لميناء الطور القديم ومنه إلى جدة وللمسيحيين فى رحلتهم المقدسة للقدس عبر سيناء قادمين من أوربا حيث يبحر المسلم والمسيحى فى نفس المركب من القلزم إلى ميناء الطور ويضيف الدكتور ريحان مستنداً إلى دراسات د. بدر عبد العزيز أستاذ الآثار بجامعة بور سعيد بأن بور سعيد تحوى آثاراً فريدة تمثل متحف معمارى مكشوف يضم خليطاً من أروع الطرز المعمارية لدول البحر المتوسط أبدعها معماريون فرنسيون و إيطاليون و إنجليز و يونانيين مع مراعاة النسق العام للطراز العربى الاسلامى لتشمل مجموعة فريدة من المبانى التاريخية نظرا لتنوع الجاليات التى تقطنها وهى مبانى فريدة فى طرزها المعمارية تتكون من الخشب أو الحجارة ثمثل الطرز الكلاسيكية الجديدة و الطراز القوطى المتأخر و طراز عصر النهضة المستحدث و طراز الباروك و الروكوكو بالإضافة إلى الطراز التلقيطى و الطراز العربى الاسلامى ويشير الدكتور ريحان بأن كنيسة سانت أوجينى ببور سعيد التى بنيت عام 1890 تمثّل الطراز الكلاسيكى الجديد المستلهم من الفن الإغريقى و الرومانى والمدرسة الفرنسية تمثّل طراز عصر النهضة وفيلا فيرناند تمثّل الطراز القوطى والمدرسة الإيطالية ومبنى الإدارة الانجليزية يمثّلان الطراز التلقيطى وقمة الإبداع فى آثار بور سعيد تمثّل فى الطراز العربى الاسلامى الجديد فى القرن التاسع عشر وقد نفذه معماريين أجانب أعجبوا بالطراز المحلى فأقيمت مساجد و منازل وفق النظم المعمارية الإسلامية التى سادت فى مصر فى العصور الإسلامية المختلفة و خاصة العصر المملوكى ومن نماذجه ببورسعيد المسجد التوفيقى و المسجد العباسى و بعض المنازل التى تميزت بعناصر زخرفية إسلامية مثل الطبق النجمى والمقرنصات أما المبانى ذات الشرفات الخشبية البورسعيدية فقد استخدم فيها الأسقف الخشبية البغدادلية ذات المسحة العربية الإسلامية بالرغم من تشييدها وفق طراز مدينة البندقية فى إيطاليا ويضيف د. ريحان أن بور سعيد تضم أيضاً قاعدة تمثال ديليسبس فى مدخل قناة السويس امتداد شارع فلسطين ومبنى هيئة قناة السويس بشارع مصطفى كامل والجمهورية ويشرف على قناة السويس و قد بنى مع افتتاح القناة لخدمة الملاحة الدولية والنصب التذكارى أمام مبنى المحافظة تخليداً لذكرى الشهداء فى كل المعارك وفنار بورسعيد القديم الذى يعتبر أول بناء مشيد بالخرسانة فى العالم عام 1869فى عهد الخديوى إسماعيل وذلك لإرشاد السفن المارة بقناة السويس والتى افتتحت فى نفس العام بعد أسبوع من بناء الفنار ومتحف بور سعيد القومى بجوار ديليسبس عند التقاء قناة السويس بالبحر المتوسط ومتحف بور سعيد الحربى بشارع 23 يوليو أنشئ عام1964ويؤرخ لانتصار بورسعيد على العدوان الثلاثى 1956 ويضم بعض مقتنيات من مخلفات حروب 1956 ، 1967، 1973 وكذلك استعراض لتاريخ حفر قناة السويس وتأميمها فضلا عن تاريخ بورسعيد السياسى والعسكرى ومتحف النصر للفن الحديث بشارع 23 يوليو - ميدان المسلة- ويضم العديد من الأعمال الفنية لكبار فنانى مصر فى الفنون التشكيلية من نحت وتصوير ورسم وجرافيك وخزف وافتتح فى 25 ديسمبر 1995 ويطالب الدكتور ريحان بحراسات خاصة من الشرطة والجيش للمواقع الأثرية بالسويسوبور سعيد لأن فقدان الأثر لن يعوضه شئ ويعنى فقدان جزءاً غالياً من ذاكرة مصر الوطنية ويشوه صورة مصر أمام العالم ويهدد اقتصادها وينعكس بالسلب على حركة السياحة وعلى سمعة مصر فى الأوساط الثقافية العالمية والمنظمات الدولية المهتمة بالتراث .