أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن الدائرة الخليجية تعد أحد أهم دوائر التحرك المصرى على الصعيد الإقليمي. وقال فى حوار تنشره جريدة "الأهرام" اليوم الجمعة: هذا لا يأتى فقط فى إطار العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط بين مصر ودول الخليج العربى أو نتيجة للدعم الكبير الذى قدمته هذه الدول إلى مصر بعد ثورتها، ولكن لأن منظومة أمن الخليج هى بالفعل إحدى ركائز منظومة الأمن القومى المصري، وسوف تشهد الفترة المقبلة جهودًا مكثفة لتعزيز أوجه التعاون بين الجانبين على جميع المستويات خاصة على المستوى الاقتصادى من خلال جذب المزيد من الاستثمارات العربية إلى مصر والعمل على الارتقاء بمستويات التعاون الثنائى المختلفة". وأضاف "العالم العربى يشهد تحديات ومخاطر غير مسبوقة تستهدف النيل من الدول العربية القومية فى ظل ظواهر سلبية تتعلق بالتطرف والمذهبية، ومن ثم، فإن على مصر دور ومسئولية تاريخية بالتعاون مع أشقائها العرب لمواجهة هذه الظواهر السلبية والحفاظ على وحدة الدول العربية وسلامة أراضيها لارتباط ذلك بالأمن القومى المصرى والعربي"، محذرًا من تقسيم العراق وسوريا وليبيا نتيجة الإرهاب والتطرف. وحول المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، قال "بالنسبة لجمود المفاوضات حاليًا بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، فإن هذا لا يعنى جمود الجهود التى نبذلها للحفاظ على أسس ومبادئ التسوية، والعمل على عدم التراجع عنها، والتصدى لأية محاولات ترمى إلى إعادة صياغة تلك الأسس ومن ثم فإننا نعمل على تأكيد كل قرارات الشرعية التى عبر عنها مجلس الأمن والمبادرة العربية للسلام ومبادئ التسوية التى لا يجب أن تكون محلاً للتفاوض وإنما كيفية تنفيذها هو مجال الحوار، وإلا فإن العالم كله سيُعانى من ازدواجية المعايير ومن عواقب امتهان الشرعية الدولية". وتابع "إزاء التصعيد الأخير والعنيف ضد شعبنا الفلسطينى الشقيق، سارعت مصر بتكثيف الاتصالات مع الجانب الإسرائيلى لمطالبته وبكل حسم بضبط النفس وعدم اللجوء إلى إجراءات لن تؤدى إلا إلى المزيد من التوتر والعنف، وسوف تجعل من الصعب على الطرفين احتواء الموقف من جديد فى ظل تزايد أعداد القتلى والجرحى، فضلاً عن أن دائرة العنف لم تؤد من قبل إلى تحقيق أية نتائج لأى طرف، وأنه لا مفر فى النهاية من التفاوض وصولاً إلى تسوية دائمة وعادلة وشاملة". وعن التطورات فى ملف ليبيا قال إن مصر حريصة كل الحرص على مساعدة الأشقاء فى ليبيا على تحقيق تطلعاتهم المشروعة وبناء نظام ديمقراطى تعددى حقيقي. واستطرد أن السياسة الخارجية المصرية محورها الأساسى هو كيفية تحقيق المصلحة المصرية، وهو ما يعنى" أننا سوف نتحرك فى اتجاه خدمة هذا الهدف، ومن ثم فاننا سوف نتحرك تجاه روسيا وسنعمل على تعزيز العلاقات معها فى خلال المرحلة المقبلة، كما سنسعى نحو تعزيز العلاقات مع الصين، والهند واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل وغيرها من القوى الصاعدة". وأوضح "كما أننا ننظر إلى علاقات مصر مع الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء بنفس القدر من الاهتمام ليس فقط فى ضوء اتفاقية المشاركة بيننا وحجم العلاقات التجارية والتعاملات الاقتصادية وإنما أيضًا لأن هناك صلات ثقافية وحضارية وتاريخية تتمثل فى العلاقة الممتدة بين ضفتى المتوسط . وعن الدور المصرى فى إفريقيا، قال إنه كان ومازال وسوف يظل دورًا محوريًا وكان للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظرائه الأفارقة على هامش القمة الإفريقية الأخيرة أهميته، حيث أكد أن مصر تبدأ عهدًا جديدًا فى علاقاتها الإفريقية يعلى مفاهيم الحوار والتفاهم المشترك وتعميق الوجود المادى فى إفريقيا لتحقيق المصالح المشتركة دون المساس بمصالح أى طرف، كما حرص على التأكيد على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية، والتنسيق المشترك لمعالجة القضايا والمشاغل الإفريقية. وحول سد النهضة، قال إن الرئيس السيسي عقد لقاء مهمًا مع رئيس وزراء إثيوبيا "هيلاماريام ديسالين"، والذى اتسم بقدر كبير من الصراحة والشفافية، وعكس رغبة جادة لدى الطرفين لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، والتزامًا إثيوبيًا واضحًا بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية، يقابله تفهم مصري كامل لاحتياجات إثيوبيا التنموية استعدادًا للعمل فى شراكة من أجل تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة.