ثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، مواقف دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان الداعمة لحقوق شعب فلسطين في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين العربية التاريخية وفقًا لخط 4 يونيو 1967، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 242 تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، ووقوفها إلى جانب قرار الجمعية العامة للاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة. جاء ذلك في كلمته، اليوم الثلاثاء، خلال فعاليات منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية وافتتحه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تطلع الجميع لأن يؤسس منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية إطارًا لتنمية وتعميق مسار التعاون المشترك وصولا إلى بناء شراكة تشمل مجالات التعاون كافة. ونوه بأن إطلاق المنتدى على أرض المملكة يجسد رسالة ذات دلالة مضمونها أن العلاقات والمشتركات التاريخية والثقافية والحضارية التي تجمع العالم العربي بدول آسيا الوسطى وأذربيجان لا يمكن أن تذروها الرياح, وتمثل أرضية صلبة لتطوير التعاون بين الطرفين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية . ولفت إلى أن جامعة الدول العربية حرصت على توطيد أواصر التعاون مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان من خلال توقيع مذكرات تفاهم بين جامعة الدول العربية وأذربيجان (2005), وكازاخستان وأوزبكستان (2007) بهدف ترسيخ التفاهم السياسي والتعاون الاقتصادي والثقافي والإعلامي , إلى جانب المذكرة التي ستوقع مستقبلا مع جمهورية طاجيكستان. وقال العربي "إننا نجتمع اليوم في مرحلة تموج فيها المنطقة العربية بالعديد من التحديات والأزمات, فما تشهده المنطقة من تحولات وانتفاضات, يضعنا جميعا أمام مسئولية تاريخية تحتم علينا زيادة آليات التشاور والتعاون من أجل حلول سلمية استنادا لأحكام ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي , وبما يمكننا من تجاوز تلك المرحلة الصعبة والعبور بشعوبنا إلى مرحلة جديدة من الازدهار والتنمية والاستقرار وإرساء دعائم دولة القانون والحكم الرشيد". ودعا إلى ضرورة دعم المساعي الدولية المبذولة لاستئناف مفاوضات "جنيف" الدولية من أجل السلام في سورية, آملا المشاركة الفعالة من كافة الأطراف المعنية في مرونة من الأطراف السورية, حيث أن الحل الوحيد للأزمة السورية سيكون من خلال عملية سياسية شاملة يتم التوصل إليها من خلال حل تفاوض شامل بالتوافق بين جميع الأطراف. واعتبر اجتماع اليوم, بداية قوية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ولتحقيق المزيد من التعاون وتعميق المصالح المشتركة, لافتا إلى أن ما أصدره المشاركون في اجتماع الاتحاد والغرف التجارية الذي هو ضمن وثائق الدورة الحالية يؤكد على ضرورة المضي قدما في العديد من مجالات التعاون التي تشكل محركا أساسيا للعلاقات المشتركة, وتذليل العقبات التي تؤثر على مسار التعاون الاقتصادي المشترك. ودعا أمين عام الجامعة العربية -في كلمته- القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين إلى بذل الجهد والانخراط فيما تقوم به الحكومات , من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما, معربا عن تطلعه لأن يكون المنتدى قاطرة لدفع العلاقات المشتركة في جميع المجالات, لأن العمل لا يجب أن يكون اقتصاديا فقط ولا ارتباطا ثقافيا وتاريخيا فقط, ولكنه مصلحة حقيقية يجب أن يدعمها تشاور وتنسيق في المواقف السياسية التي تهم دول المجموعتين. بدوره, أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية رئيس الدورة الحالية للمنتدى فى كلمته الافتتاحية أن أعمال الدورة الأولى للمنتدى تعكس الرغبة المشتركة للبناء على مخزون العلاقات التاريخية والروابط الدينية والثقافية التي تجمع بين منظومة الدول العربية ومجموعة دول آسيا الوسطى وأذربيجان. وقال إن المملكة العربية السعودية ومن منطلق رغبتها الأكيدة في إعطاء دفعة للعلاقات فيما بين البلدان العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان , فقد أبرمت اتفاقيات إطارية للتعاون الثنائي في المجالات الثقافية والتعليمية مع دول اسيا الوسطى واذربيجان ,وتبلور عن هذه الاتفاقيات لجان مشتركة تجتمع بشكل دوري وأيضا مجالس مشتركة لرجال الأعمال. وأضاف الفيصل أن حكومة المملكة تسعى حثيثا لاستكمال إبرام اتفاقيات لحماية وتشجيع الاستثمارات حيث جرى التوقيع على اثنتين منها مع جمهوريتي أوزبكستان وأذربيجان وجاري التباحث حول أربع اتفاقيات أخرى بما في ذلك استكمال التفاوض لمجموعة من اتفاقيات تلافي الازدواج الضريبي مشيرا إلى انه سيتم اليوم إبرام اثنتين من هذه الاتفاقيات مع جمهوريتي طاجيكستان وأذربيجان ,إضافة إلى إبرام اتفاقيات تتعلق بالطيران المدني مع طاجيكستان وأذربيجان وأوزبكستان والإعداد لتوقيع ذات الاتفاقيات مع قيرغيزستان وتركمنستان فور استكمال الإجراءات الخاصة بذلك. وأعرب عن تطلعه إلى ما سيثمر عنه الاجتماع من نتائج على النحو الذي يرسخ نهج الحوار والتعاون بين الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان ويحقق لهذه الدول مصالح وفوائد مشتركة . وأشاد بالتعاون بين جامعة الدول العربية ودول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان بوصفها تشكل لبنة أساسية للتعاون بين الطرفين,مرتئيا أن وقع من مذكرات وماسيتم توقيعه من مذكرات واتفاقيات لابد وأن تسهم في دفع العلاقات إلى "أفاق الاستثمار والتبادل التجاري " التي تشكل عنوانا للمؤتمر. وأكد أهمية دور اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ ما يتوصل إليه الاجتماع من رؤى وتوصيات والشروع في برمجة مراحل التنفيذ ومتطلباتها والتهيئة لما سيتم استعراضه سنويا في الاجتماعات القادمة , وأن يشارك في عضوية لجنة المتابعة المقترحة مسئولون من دولة الرئاسة الحالية والرئاسة القادمة والأمانة العامة للدول العربية وأن تعقد اجتماعاتها على نحو دوري سيتم الاتفاق عليه لما يعود بالخير والنماء والازدهار لشعوبنا وأوطاننا. وأكد أن ما تتمتع به الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان من موارد طبيعية وبشرية وثروات معدنية وموقع جغرافي واستراتيجي متميز يوفر لها فرصا استثمارية واعدة بما في ذلك الدخول في مشاريع متكاملة وإرساء دعائم راسخة من التعاون المثمر الذي يعود بالنفع والمصلحة لسائر دولنا. ودعا الجميع للشروع في رسم خارطة طريق تضمن سبل النمو المضطرد لتعزيز التواصل والتقارب الثقافي بين دولنا ,عن طريق إقامة المعارض والملتقيات الثقافية المشتركة وتكثيف التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث وإتاحة الفرصة للطلبة والشباب للتعارف وتبادل الرؤى والأفكار وإيقاظ حسهم المشترك لما يربط ثقافتنا من أرث تاريخي ومصالح مشتركة وحثهم على تلمس آفاق المستقبل . فيما أعرب الوزير المكلف بالتجارة الخارجية بالمملكة المغربية رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية محمد عبو عن شكره للملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا على احتضانها للدورة الأولى لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية اذربيجان وعلى حسن الضيافة والتنظيم، مؤكدًا أن رئاسة المملكة للمنتدى ستعطي للتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان انطلاقة نوعية تفتح آفاقا واعدة ومثمرة للجانبين.