تسود حالة من السخط والغضب بين جموع علماء الأزهر وأئمة الأوقاف، وذلك بعد ما تعرض له اليوم الشيخ محمد عزالدين عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، من جانب السلفيين في محافظة المنيا، وقيام محمد حسين يعقوب باعتلاء المنبر بالقوة، ومنع وكيل الأوقاف من دخول المسجد. ورغم قيام الأوقاف تحرير محضر بذلك، إلا أن هناك مطالب من آلاف الدعاة وأعضاء نقابة الأئمة بضرورة أن تكون هناك خطوات صارمة تجاة السلفيين، بعد هذه الواقعة التي تعرض لها وكيل الأوقاف لشئون الدعوة. وأوضح الشيخ محمد عز الدين عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، أنه كان ضمن قافلة لعلماء الأزهر والأوقاف في محافظة المنيا، وكان من المقرر أن يؤدي خطبة الجمعة في مسجد الرحمن الرحيم بقرية المطاهرة القبلية – مركز أبوقرقاص – المنيا، لكن كانت المفاجأة أن تم منع علماء الأزهر والأوقاف من دخول المسجد، ودخل محمد حسين يعقوب ومن معه وتم غلق أبواب المسجد في وجه علماء الأزهر والأوقاف. مشيرا إلي قيام الوزارة بتحرير محضرين اليوم ضد محمد حسين يعقوب وعضو سابق بمجلس الشعب عن الجبهة السلفية، ولن نسمح بتكرار ما حدث، فعلماء الأزهر والأوقاف مشهود لهم بالوسطية والاعتدال، والأوقاف هي المسئولة عن جميع مساجد الجمهورية . وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أنه يجب أن يكون هناك إلتزاما بتعليمات وزير الأوقاف لأنه هو المسئول عن المساجد والأئمة والخطباء، ولا يصح لأحد أن يزاحم علماء الأزهر والأوقاف، أو أن يحاول أن يقدم أحد لخطبة الجمعة، لأن خطيب الجمعة يقف موقف رسول الله صلي الله عليه وسلم، وموقف الرسول يجب أن يكون مصونا من هذ الأمور التي لا تليق بالإسلام ولا بالدعوة ولا بالذين يقدمون الدعوة، فليس هذا من آداب الإسلام أو آداب الدعوة. وأوضح الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإمام المكلف من وزير الأوقاف بأداء خطبة الجمعة هو المسئول عن القيام بمهمة الدعوة وإمامة المصلين في المسجد، ولا يجوز أن يمنع من أداء هذه المهمة، لأن وزارة الأوقاف هي المسئولة عن المساجد والدعاة والخطباء، وليس من آداب الإسلام أن يتم الإعتداء علي الإمام المكلف من ولي الأمر ومنعه من دخول المسجد. وقال الشيخ محمد البسطويسي، نقيب الأئمة أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة، وهم من التشدد وتكفير الآخر بمكان، فقد بان الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي لا تعلم من الدين شيئا، فأين رحمة العلماء بين أهله، إن كانوا من العلماء، لكن هذا التصرف إن دل علي شئ يدل علي تعصبهم لفرقة بعينها، وهم بذلك يضيقون واسعا، فأين هم من سماحة الإسلام . وأكد أن جموع الأئمة والدعاة يؤيدون موقف الوزارة في مواجهة هذه الجماعات، ولن نسمح بأن ينال أحد من رموز الأوقاف، وسيظل الأزهر بهاماته رمزا للسماحة والوسطية. وأشار الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه جامعة الأزهر، أن ما حدث يفقد الناس قيمة القدوة، لأن الناس تنظر إلي من يعتلي المنبر علي أنه قدوة في السلوك والأخلاق، كما أن هذا يجعل شخصية من يعتلي المنبر – بالتنازع – مهزوزة في نظر الناس . وقد حررت الأوقاف اليوم الجمعة محضرين، الأول رقم (2114) بمركز أبوقرقاص بالمنيا ضد محمد حسين يعقوب (صاحب ما يسمى بغزوة الصناديق)، لاعتلائه المنبر عنوة وبدون ترخيص، ومنع الشيخ محمد عز الدين من ممارسة عمله وأداء خطبة الجمعة بمسجد الرحمن الرحيم بقرية المطاهرة القبلية – مركز أبوقرقاص – المنيا. والمحضر الثاني رقم (2115) وحرره فضيلة الشيخ سيد عبود وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا ضد يعقوب وعضو بمجلس الشعب السابق عن الجبهة السلفية، لقيامه ومَن معه من الجماعة السلفية بالتعرض لرجال الأوقاف، ومنعهم من دخول المسجد، وغلق أبواب المسجد في وجوههم، ومنعهم من ممارسة عملهم، وتمكين محمد حسين يعقوب من خطبة الجمعة بالمخالفة للقانون. وأكدت الوزارة في بيان لها أن مثل هذه الأفعال الغوغائية لا تليق لا بالدين، ولا بالأخلاق، ولا بالإنسانية، ولا بالقيم المصرية الأصيلة، ولا يمكن أن تصدر عن أناس وطنيين أسوياء. وناشدت سائر الجهات المعنية بالدولة ممارسة دورها وسرعة تنفيذ القانون تجاه هذه الأعمال التي تُعد بلطجة واضحة، ومحاولة لبسط السطوة والنفوذ على بيوت الله بالقوة والبلطجة، علما بأن هذه الجماعات المتشددة الخارجة على القانون تعد من أهم روافد التشدد والعنف والتطرف والإرهاب الذي نعاني منه. وأعلنت الوزارة أنها جادة في محاربة كل مظاهر التشدد والتطرف والإرهاب والبلطجة الفكرية، والعمل على نشر سماحة الإسلام، فإنها تؤكد أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بتكاتف جميع القوى الوطنية والجهات المعنية بالدولة لمنع تكرار هذه البلطجة، ومحاولة إقامة كيانات دينية متطرفة خارج سيطرة الدولة وإطار القانون.