يبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع وزير خارجيته جون كيري الثلاثاء مستقبل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي توشك على الانهيار ويحاول الوسيط الاميركي إنقاذها عبر تكثيف الاجتماعات الثلاثية. وسيحضر كيري صباح اليوم أيضا جلسة مساءلة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بشأن إستراتيجيته في الشرق الأوسط يتوقع أن تتناول أيضا القلق مما تعتبره واشنطن تدخلا روسيا في شرق أوكرانيا. وكان كيري عاد الجمعة من جولة قادته إلى أوروبا والشرق الأوسط، مؤكدا أنه يريد أن يناقش مع أوباما مسألة الاستمرار في تخصيص هذا الحجم من الوقت والجهد السياسي في عملية تقوضها إجراءات إسرائيل والفلسطينيين. ونفى مسؤولون كبار فكرة أن أوباما سيطلب وقف هذه الجهود، مؤكدين أنه ينظر بتقدير كبير إلى جهود وزير الخارجية. لكن في الوقت نفسه، يجب إقناع أوباما على ما يبدو بأن تركيز كيري الكبير على هذه المسألة يستحق العناء نظرا للفرص الضئيلة للنجاح وللأزمات التي تتفاقم وتحتاج إلى اهتمام الولاياتالمتحدة في أماكن أخرى. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن "المسألة الآن هي ما إذا كان الطرفان يمكنهما البرهنة على أنهما يرغبان في اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لدفع العملية قدما". وأضاف أن "الطرفين يدركان ما هي الخيارات ويدركان أن هذه قرارات لا يمكن أن تتخذها الولاياتالمتحدة أو أي بلد آخر". وأكدت وزارة الخارجية الأميركية ليل الإثنين الثلاثاء أن الجهود مستمرة لإنقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان مقتضب أنه "بناء على طلب الطرفين، سهلت الولاياتالمتحدة هذا المساء لقاء بين المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين لمواصلة الجهود المكثفة الرامية لحل الخلافات". واضاف البيان "لا تزال هناك هوة، لكن الطرفين ملتزمان بتقليصها". وتأتي اجتماعات كيري بعدما تعرضت مفاوضات السلام الهشة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الأسبوع الماضي لأخطر أزمة منذ استئنافها في منتصف 2013. وكانت المفاوضات المباشرة بين الطرفين استؤنفت برعاية واشنطن في 29 و30 يوليو 2013 اثر توقفها ثلاث سنوات، وذلك بعد جهود شاقة بذلها كيري الذي انتزع اتفاقا على استئناف المحادثات لمدة تسعة أشهر تنتهي في 29 إبريل.