أكد مسئول بحلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الحلف قد قرر إرسال فريق صغير إلى ليبيا لتقديم المشورة للسلطات الليبية تتعلق بتحقيق استراتيجيات وهيكلية دفاع مدني للمساعدة في إنشاء المؤسسات الأمنية ورفع الكفاءات وذلك في إطار مدة ستة أشهر. جاء ذلك ردا علي سؤال من الوفد الصحفي المصري الذي يقوم بزيارة حاليا لمقر الناتو - بمناسبة مرور 20 عاما على الحوار الأورومتوسطي مع حلف الناتو - حول خطة حلف الناتو المستقبلية من اجل مساعدة ليبيا علي تحقيق الاستقرار ومواجهة الإرهاب. وأشار المسئول العسكري بالناتو إلى أن هذا الفريق علي اتصال دائم حاليا بالسلطات الليبية وسوف يقدم المشورة خلال الفترة المقبلة. وحول الدور الذي قدمته مصر في التعاون مع الناتو فيما يتعلق بالعمليات في ليبيا, أوضح المسئول أن مصر لم تشارك بأي قوات في ليبيا كما هو الحال بالنسبة للإمارات وقطر والأردن والمغرب حيث ساهمت هذه الدول بالإمدادات والقوات والطائرات, مضيفا أن مصر قدمت دعمها السياسي فقط للناتو, مؤكدا أن الدعم الإقليمي كان هاما للغاية للحلف. وردا علي سؤال حول النظرة السلبية لدول المنطقة لحلف الناتو, أعرب عن اعتقاده أن الرأي العربي تجاه الناتو ليس سلبي برمته, مذكرا أنه عندما قام الأمين العام للناتو أندرس فوج راسموسن بزيارة إلى ليبيا عقب انتهاء العمليات الجوية في أكتوبر 2011 "رحب به بشدة الليبيون علي دوره في تحرير ليبيا وسقوط نظام الزعيم المخلوع معمر القذافي", وذلك علي حد قوله. وأضاف: كان ضروريا للغاية أن يتدخل الناتو لمساعدة ليبيا من نظام الزعيم معمر القذافي , وقال" إنه إذا لم يتدخل الناتو في ليبيا لكان الشعب الليبي قد مسح علي يد قائد ديكتاتور", وتابع أنهم تدخلوا في ليبيا بعد طلب من الأممالمتحدة والجامعة العربية. وأشار إلى أن الحلف لا يتحرك ككيان منفرد, وإنما يتحرك بتفويض من الأممالمتحدة ومنظمات ودول وكذلك بتفويض أيضا من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي دون أن يتطوع للقيام بأي أمر إلا إذا طلب منه ذلك. واعتبر المسئول البارز أن تدخل الحلف في ليبيا كان له شرعية من الأممالمتحدة والجامعة العربية, وتأييد إقليمي ضم دول عربية قادتها قطر بالتمويل الذي وصل لمليارات الدولارات, وأن تحرك الحلف كان لتحسين الوضع الذي طالب به الليبيون أنفسهم. وتابع: إن الحلف قد طلب منه التدخل بشكل مباشر في ليبيا وقد عجل بهذا التدخل نظرا لوجود ميليشيات, كما انه ترك ليبيا بعد نهاية العمليات العسكرية بناءا علي رغبة البلد المعنية. ودعا المسئول إلى التفرقة بين حلف الناتو كمنظمة وبين الدول الأوروبية الأعضاء به, نافيا حصول الناتو على أي غنائم من العملية أو احتلال للاراضي أو الحصول على ثروات, وإنما عمله كان لتقديم المساعدة الأمنية و لتهيئة اجواء يمكن فيه بناء مؤسسات. واعتبر المسئولون بالناتو أن هدف الحلف لم يكن التخلص من الزعيم القذافي وإنما كان لحماية المدنين, مشددا على أن الناتو لم يسعى لاحتلال أي دولة. وحول تقرير الأممالمتحدة حول عمليات الناتو في ليبيا ووقوع أخطاء كثيرة وسقوط ضحايا وضرب مستشفيات و ملاجيء إيواء للمدنيين, طالب المسئول وسائل الإعلام بتوخي الدقة في تناول هذه الموضوعات الهامة والنظر بشكل شامل دقيق لما تناوله التقرير وعدم انتقاء الأشياء , موضحا أن تقرير الأممالمتحدة ذكر أن الناتو لم يرتكب أخطاء "عن عمد" في ليبيا. وقال إن الناتو كان دقيق للغاية في تحديد الأهداف, حيث إنه قد سقط أقل من 70 ضحية فقط خلال مدة الثمانية أشهر، أي خلال عمليات الحلف بليبيا. وأضاف: أنه يعترف بأنهم لم يكن لديهم قوات عسكرية علي الأرض وكان هناك ضحايا في صفوف المدنيين, منوها بضلوعه حكومة القذافي في قتل المدنيين في ذلك الوقت و"وضع جثث في المستشفيات التي أصابها الناتو". وواصل المسئول الكبير تبريره لعمليات الحلف في ليبيا قائلا" إن الناتو بذل جهدا كبير لتفادي وقوع أي أخطاء, وأنه لا توجد عملية عسكرية نظيفة وأن أي عملية ينتج عنها ضحايا, مشددا علي أن هناك 75 من العمليات العسكرية للحلف قد تم إلغاؤها في ليبيا بسبب وجود خطر قد يحيط بالمدنيين".