حققت المجموعة القصصية للزميل هشام السيد الصحفي بالأهرام المسائي تحت عنوان "سقطت سهوا" نسبة مبيعات تخطت ال80% في أول أيام بدء معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث صدرت المجموعة عن دار سندباد للطباعة والنشر والتوزيع التي تعرض أحدث إصداراتها في قاعة "ألمانيا ب" داخل المعرض. و"سقطت سهوا" مجموعة قصصية ترصد مشاهد شديدة الإنسانية، حيث يختار لحظات ذات تأثير فاعل فى مسار شخوصها، يجذبها من هامش الشعور إلى بؤرة الشعور؛ فيضعها فى بؤرة الضوء؛ ليكشف أفقها الإنسانى الرحب. وهكذا يواصل رصد معاناة شخوصها بسرد جذاب آثر ولغة شفيفة موحية رغم معاناة تلك الشخوص، من خلال مساحات شديدة الثراء للبوح، عندما تحاورت الذات مع نفسها أو مع الوجوه التى شاركتها رحلة الحياة تحاورًا يكشف الصراع بين الذات وما يرتبط بها من عواطف إنسانية وقناعات اجتماعية حالت دون الاستمرار فى العلاقة مع الآخر على أن الحوار فى نصوص المجموعة القصصية يجيد فيه الكاتب المزج بين تضفير الواقعى بالخيالى، وتُشكل تجارب الذات الحياتية رصيدًا ثريًا، اختار منه القاص نصوصه بعناية فائقة وبلغة آسرة موحية، هذه الأحداث تلح علينا طوال نصوص المجموعة؛ لنكتشف أخيرًا معها أننا كلنا غرباء نعيش زمنًا غريبًا لا ننتمي إليه، ولا يريد أن يعترف بنا، ويظل يقذف بنا وسط موج الحياة الصاخب كشراع تائه وسط الأمواج المتلاطمة. وتتضمن المجموعة، 12 قصة قصيرة تنوعت أحداثها مابين سرد أحداث واقعية ممزوجة بخيال المؤلف لتنتهى جميعها بحدث يؤكد على أن الأحلام وربما الواقع قد يسقط من بين أيدى الناس سهوا، وهنا أوجد المؤلف سبيلا للمتعة فى السرد والتحذير أيضا. وتدور أحداث قصته الأولى التى تحمل نفس اسم المجموعة حول سيدة وجدت نفسها حاملا رغم عقم زوجها واستحالة إنجابه فضلا عن قوام سلوكها وعدم الانحراف عن الطريق السليم، حتى تتضح مفاجآت عديدة تكشف عنها الأحداث، بينما تحمل القصة الثانية عنوان "شيطان المغامرة"، وتناول فيها شابا يلهث وراء رغبته الفضولية للمعرفة دون تفكير ما يضعه فى مواقف كثيرة قد يندم عليها فى شكل درامى لا يتكرر كثيرا فى الواقع، على الرغم من أنها قصة حقيقية. ولم يكتف بنطاق واحد فى كتابة القصة وإنما قام بمزج الحب وتطلعات الحياة التى تصادف كل إنسان منا، من خلال قصة نظرة سفر، كما أنه تطرق إلى مشاعر الصمت داخل الإنسان وما يحدث من مواقف ربما قد تكون مصيرية إذا صبر الإنسان على الصمت من خلال قصته "الصمت المؤلم". وتتوالى الحكايات والقصص فى عدد من صغيرات هشام السيد التى تحمل مسميات، لقاء الوداع، والمراهقة العجوز، وكلام الخوف، ونايم سياسى، والورقة والقلم، وأحلام فى منطقة السكوت، وامرأة بين القرية والمدينة.