تستضيف مكتبة دار كلمة بالإسكندرية في السابعة من مساء بعد غد السبت مناقشة وتوقيع رواية "رحلات بن بيطار" الصادرة عن دار صفصافة للنشر. ويسعى الكاتب المصري الشاب "علي بريشة" في روايته الثانية "رحلات ابن البيطار" لإلقاء الضوء على مشكلات حاضر بلاده، وخاصة الظهور القوي للإسلاميين على الساحة السياسية بعد ثورة يناير 2011، من خلال سبر أغوار الماضي والغوص في تعقيدات علاقة الغرب بالشرق من زمن الحروب الصليبية وحتى العصر الحاضر. ويشير اسم الرواية إلى الشخصية الرئيسية فيها وهو شخصية تاريخية غير حقيقية، ويدور جزء من أحداثها في العصور المظلمة لأوروبا المسيحية، والبطل رجل مصري عربي يسعى لاكتشاف أصله–الذي يشك أنه يعود لنبيل أوروبي اغتصب أمه خلال غزوة صليبية للسواحل المصرية- فيسافر عكس اتجاه الحملات الصليبية، يسافر من السواحل العربية إلى جنوب أوروبا مارًا بقبرص والعديد من الجزر التي يسيطر عليها أمراء الحروب الصليبية لينتهي به الحال في إيطاليا، عبر مجموعة من المغامرات تعرض للعلاقات المتشابكة الحربية والمدنية لسكان ضفتي المتوسط وتنير هذا المصري المسلم حول جذوره القبطية، ما يعقد رحلته ويزيدها درامية. وبالتوازي مع هذا الإبحار في المتوسط مع "ابن البيطار" يسافر بنا المؤلف مع البطل المعاصر "دانيال" الأثري المصري الذي يسافر إلى إيطاليا في رحلة علمية فيقع في غرام مساعدته الإيطالية ذات الجذور الشرقية، ويحمل اسم البطل دلالات متعددة، فهو اسم لمسجد في الإسكندرية ما يشي بجذوره البحرومتوسطية واسم لنبي يهودي ما يشير لاغتراب الوطن عن عالمه والتيه الذي يواجهه. وما بين سعي "دانيال" للنجاح في مهمته العلمية، التي نكتشف في النهاية أنها مرتبطة بأثر تركه ابن البيطار، ومحاولاته للهروب من ضغوط التيارات الدينية المتطرفة التي سيطرت على الساحة في مصر بعد ثورة يناير تنفجر الدراما التي تمثل إعادة بالمقلوب لقصة ابن البيطار. و"علي بريشة" صحفي ومعد تليفزيوني وكاتب سيناريو أفلام تسجيلية؛ تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1991، عمل في مؤسسة الأهرام وقناة النيل للأخبار، ويعمل حاليًا في قناة العربية الإخبارية. صدر له (كلام جرايد) "قصص" عام 2006، و(صناعة الموت.. تجربة حياة) عام 2010، وهو كتاب يقدم فيه تجربته الشخصية في إنتاج وتنفيذ برنامج صناعة الموت المتعلق بعالم الإرهاب على قناة العربية عبر خمس سنوات، وصدرت روايته الأولى (مدينة الشمس– نفرت أون) عام 2011.