تظاهر اليوم نحو 3 آلاف قبطي بمدينة أسيوط، احتجاجًا على مقتل راعي كنيسة "شطب" مساء أمس، بعد أن عثرت عليه المباحث الجنائية مقتولاً بشقته بمنطقة شركة فريال بحي شرق أسيوط. ردد المتظاهرون هتافات منها "بالروح بالدم نفديك ياصليب" وأيضا "واحد إتنين حق أبونا فين؟"، كما هتفوا ضد المحافظ والحكومة، رافعين الصلبان احتجاجًا على الأمر، وأقاموا الصلاة أمام منزل الكاهن قبل نقل جثته من إلى المستشفى. وقد كثفت المباحث الجنائية بأسيوط جهودها حاليًا لكشف ملابسات الحادث من أجل تهدئة المشاعر القبطية المتأججة، وتحرر محضر بالواقعة، وتم عرض الحادث على النيابة، وأمر مصطفى الشريف، مدير نيابة قسم ثان أسيوط، بتشريح جثة القتيل لتحديد سبب الوفاة، واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة. كان اللواء أحمد جمال الدين، مدير أمن أسيوط، قد تلقى إخطارًا من اللواء إبراهيم صابر، مدير المباحث الجنائية يفيد بالعثور على جثة القس داوود بطرس، راعي كنيسة قرية "شطب" التابعة لمركز أسيوط، مقتولاً بشقته بشارع أبوبكر الصديق بمنطقة شركة فريال بحي شرق أسيوط بواسطة آلة حادة في رقبته وجنبه، مما أدى إلى مصرعه في الحال. انتقل إلى موقع الحادث مدير أمن أسيوط، يرافقه مدير المباحث الجنائية وقيادات الشرطة والجيش، برفقة سيارات الإسعاف، وتم نقل الجثة إلى مستشفى أسيوط الجامعي، لتشريحها وكشف ملابسات الحادث. وقال أحد أقارب المجني عليه -طلب عدم ذكر إسمه- "إننا اكتشفنا مقتل أبونا داوود، حين اتصلت بنا ابنته من مدينة الغردقة قائلة إن والدي لايرد على هاتفه المحمول، حيث اتصلت به أكثر من مرة منذ يومين للاطمئنان عليه، ولكنه لايرد، وتوجهنا إلى منزل الكاهن، وقمنا بطرق الباب ولكنه لم يرد، فسارعنا إلى كسر الباب، ووجدناه مقتولاً بآلة حادة في رقبته وجنبه، والجثة تفورح منها روائح كريهة، بما يدل علي أنها مقتولة منذ بضع أيام". من جانبه أشار مصدر أمني بأسيوط، إلى أن المعاينة المبدئية لموقع الجريمة أظهرت أن الوفاة حدثت منذ يومين أو ثلاثة، مرجحًا أن تكون الجريمة قد وقعت بدافع السرقة، نظرًا لأن الراعي يعيش بمفرده. جدير بالذكر أن الجهات الأمنية بأسيوط قامت بعمل سياج أمني حول منزل القتيل، منعًا لوصول مئات الأقباط إلى شقة القتيل، الذين غالبهم الفضول والغضب من أجل مشاهدة جثة القتيل قبل نقلها إلى المستشفى. علي صعيد آخر أصدرت الجماعة الإسلامية بأسيوط بيانًا على لسان الشيخ حمادة نصار، أحد قيادتها، الذي أدان الحادث وطالب الجميع بالوقوف صفًا واحدًا لمواجهة أي استهداف لأرواح أو ممتلكات أي مصري سواء كان مسلمًا أومسيحيًا، مشيرًا إلى أن الجماعة تهيب بجميع الأطراف أن يتحلوا بالصبر والهدوء والتعقل، وعدم التسرع بتوجيه الاتهامات بدون دليل لتفويت الفرصة على أى مُغرض يريد أن يوقع بين أبناء هذا الوطن.