قال وزير الأشغال اللبناني غازي العريضي، إن بلاده تتطلع دائمًا إلى مصر الشقيقة الكبرى وصاحبة الدور والحضور الكبير في المنطقة. وأضاف عقب لقائه وزير الخارجية نبيل فهمي اليوم الاثنين: "نريد أن نرى عودة مصر لهذا النشاط وهذه الحيوية والحضور خصوصا اننا كلبنانيين وعرب عندما نتحدث عن مصر نتحدث عن الدولة والشقيقة الكبري لنا جميعا وعن الثقل الكبير في ميزان القرار العربي. وأشار العريضي إلى أن كل الاهتزاز الذي حدث في هذا القرار و لكن تبقي مصر صاحبة الدور الأساسي وبالتالي أبسط الأمور أن يكون من الطبيعي أن نبقي علي تشاور دائم مع الأشقاء في مصر. وقال الوزير اللبناني: نمر بمرحلة صعبة وحساسة جدا، خصوصا خلال الأشهر المقبلة، نظرا لكثرة الاستحقاقات التي تواجهنا كعرب والمنطقة ككل، مشددا على ضرورة التشاور والتنسيق والبحث والسعي إلى حد أدنى من التفاهم العربي أي نكون حاضرين في كل هذه الاستحقاقات، حيث إننا في مرحلة يتقرر فيها مصير العرب ومصير المنطقة ككل ومنها الموضوع الفلسطيني وكل الموضوعات التي تهم المنطقة ومؤخرا ما يحدث من اتفاقيات وتحولات تعيشها المنطقة. وردًا علي سؤال ل"بوابة الأهرام" حول تأثير الوضع في سوريا على لبنان في ضوء انخراط حزب الله وإيران وتأثير ذلك علي عقد موتمر جينف 2، قال العريضى إن الموضوع كبير جدا ومصير انعقاد موتمر جينف 2 ليس مرتبطا بذلك فقط، مضيفا أن النقاش يدور حول كل هذه المسائل بين المعنيين بعقد موتمر جينف 2. وقال: "من الواضح أن الاتفاق بين الكبار هو الذهاب إلى جينف.. وقد يعقد هذا المؤتمر فى وقته أو يتأخر أو يعدل التوقيت وهذه الأمور تحدث في مثل هذه الحالات"، مضيفا أن المسار الروسي الأمريكي لا يزال يفرض نفسه على كل القضايا والملفات في المنطقة ومنها هذا الموضوع. وشدد الوزير اللبناني علي أن الوضع في سوريا وضع معقد وصعب وطويل. وردا على سؤال آخر ل"بوابةالأهرام" حول تأثير تدخل حزب الله وإيران في سوريا علي تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية، قال إن هذا الأمر لا يعطل فقط تشكيل الحكومة، مضيفا: "نحن لم نكن مع هذا التوجه وكنا من الأساس نرفض التدخل في الشأن السوري ميدانيا وهذا كان موقف لبنان من الأساس ولا نزال عند هذا الرأي". وأشار إلى أن الأمور والأحداث والتشابكات الإقليمية والدولية تجاوزتنا جميعا وأصبح الموضوع أكثر تعقيدا من هذا الآن حيث إنها لعبة أمم ومصالح دول "وفي كل الحالات نحن في النهاية معنيون في لبنان بأن نعرف كيف نحمي استقرار البلد وأن نبتعد عن كل ما يمكن أن يثير الانقسام من جهة ومشاعر وجذور الفتنة المذهبية من جهة أخرى أو الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد". وحول اتفاق 5 + 1 أشار العريضي إلي أنه لم يفاجيء بالاتفاق النووي الإيراني الغربي ولكن المشكلة الكبري أن العرب كانوا غائبين عن هذا الأمر وهم غائبون عن كل ما يجري علي ساحتهم ولكل منهم قضاياه وأولوياته، "ولكن لا نلوم الآخريين عندما يكون الواقع كما هو كذلك، بالإضافة إلى ذلك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تبحث عن العرب ومصالحهم هي تبحث عن مصالحها، معتبرا أن " لعبة الدول والأمم هي لعبة مصالح، وشدد علي أن الحد الأدني من التفاهم والتوافق العربي هو أن نكون حاضرين علي الطاولة فيما يقرر لنا من مصير".