لم يتوقع أحد أن النجم التونسي لطفي بوشناق، الذى تمتلىء علامات وجهه بالجدية والالتزام الذى عود جمهوره عليه في مجمل ما قدمه من أعمال، قد يحمل وراءه خفة ظل ومرح يشيع به البهجة بين جمهوره ومحبيه، ولعل ذلك قد يكون بسبب ابتعاده عن الأضواء من ناحية، وندرة مشاركته في حفلات بمصر من ناحية أخرى. لطفي بوشناق الذى شارك ليلة أمس في إحياء حفل اليوم الرابع لمهرجان الموسيقى العربية في دورته ال 22، لم يستطع التخلى عن الكرسي الذي يجلس عليه للغناء باستثناء أغنيته الأخيرة التى قدمها، لكنه تناسي تماماً ما تحمله ملامحه من جدية وظل يداعب جمهوره طوال الحفل. كانت البداية مع صعود بوشناق على المسرح متجهاً بخطوات سريعة نحو المسرح لتتصاعد بعدها أصوات تصفيق الحضور، ويبدأ بعدها في إلقاء كلمات لمصر ويغنى أغنيته "نغنى لنحيا". بعد انتهاء كل أغنية يقدمها، ينهض بشناق من على كرسيه ويقوم بالانحناء وتحية الجمهور، كل ذلك وهو يقوم بعمل المطرب والمايسترو معاً مع فرقة الحفنى للموسيقي والتى شاركته الحفل، بل أنه كان حريصاً طوال وصلته أن يجعل الفرقة تهدىء من موسيقاه قليلاً حتى يستمع لأصوات غناء الجمهور معه. داعب بوشناق عندما غنى لهم أغنية "الكراسي" والتى تسخر من الأوضاع السياسية التى تعيشها جميع البلدان العربية في الوقت الحالى، حيث نهض من كرسيه وقام بقلبه على الأرض ناظراً إليه باستحقار تحديداً مما أثار الضحك بين الجمهور وقاموا بالتصفيق له بحرارة. وبعد انتهائه من غناء الأغنية، وعلى غرار ما كانت تشهده حفلات الفنان كاظم الساهر من إهداء المعجبين به لدباديب، قام أحد الحضور باهدائه "دب بمبي اللون" وظل ينظر إليه باهتمام شديد حتى أنه وضعه على كرسيه وقال "لا وإيه جايبهولى بمبى كمان". وبعد أن طالبه الجمهور بغناء أغنيته "لامونى اللى غاروا منى" والتى اختتم بها وصلته الغنائية، قدم من خلالها تحية لكل البلدان العربية حيث قام بتغيير بعض الكلمات ليقدم تحية ل مصر، تونس، الجزائر، فلسطين، العراق، سوريا، ليبيا، دول الخليج حتى بعد أن انتهى من غنائها واختتم حفله، داعبته احدى الحضور وطالبته بالغناء إلى لبنان مما جعله يذهب للمايك ثانية ويغنى مقطع الأغنية مقدماً التحية فيها إلى لبنان، وكرر الأمر ثانية مع أحد الجماهير السودانيين الذين طالبوه بنفس الموقف. قدم بوشناق خلال وصلته الغنائية عدداً من الأغانى الوطنية والمميزة منها وحدة شعب، أنا مواطن، هذى غناية لهم، تكتيك ولحن، الكراسي، أنا جيت. وحرص بوشناق بعد انتهاء وصلته الغنائية على التقاط الصور التذكارية مع الحضور، والتحدث معهم بكل ود ومحبة. وعلى الجانب الآخر، أحيا عازف الكمان اللبنانى جهاد عقل، الفاصل الأول من الحفل مقدماً مجموعة من أشهر الأغانى المصرية لكبار نجوم الفن منهم شادية، وديع الصافي، أم كلثوم وغيرهم. وتفاعل الجمهور مع جهاد الذى طالبهم بالغناء معه في الحفل على ما يقدمه من مقطوعات موسيقية، كما قدم رثاء خاص للراحلة رتيبة الحفنى، وموجهاً تحية للشعب المصري.