بالرغم من أن صوت النجمة السورية أصالة قد ملأ جنبات المسرح الكبير، وأشاع فيه حالة من المرح والشجن معاً إلا أن الليلة الأولى لافتتاح مهرجان الموسيقي العربية افتقدت رائحة وعبق مؤسسته الراحلة الدكتورة رتيبة الحفنى، والتى كانت دوماً تطل على الجمهور وتحدثهم عن فعاليات المهرجان ونجومه. رتيبة الحفنى، تلك السيدة التى أعطت للفن المصري الكثير، وكانت سبباً في امتاع الجمهور بالموسيقي داخل الحدائق والمتنزهات العامة خلال فترة معينة في تاريخ مصر، بحسب الفيلم التاريخى الذى تم عرضه في بداية افتتاح المهرجان، والذى روى تاريخ الحفنى الموسيقي، لتقوم بعدها رئيسة الاوبرا الدكتور ايناس عبد الدايم باهداء ابنة الراحلة علا درع تكريمها. وفي لمسة وفاء من ابنتها الثانية، والتى عملت معها لسنوات طويلة، المخرجة جيهان مرسي والتى تولت إدارة المهرجان هذا العام بعد رحيلها، ألقت كلمة رثت من خلالها الراحلة وقالت: "انه موقف صعب وتحدى كبير، أن اتمكن من ملء هذا الفراغ، بعد أن شجعتنى الراحلة على حمل راية المهرجان، فقد تعلمت منها الكثير طيلة السنوات الماضية، واشكر رئيسة الاوبرا على منحى هذا الشرف لى، واسعى لاستكمال المسيرة ليستمر المهرجان علامة مضيئة لمصر والعالم العربي. وفي تقليد جديد للمهرجان، وضعت شاشات عرض حول جانبات المسرح الكبي بأكمله، عرض بها مقاطع من حفلات الدورات الماضية لمهرجان الموسيقي العربية، ومن شاركوا بها من النجوم مثل فؤاد زبادي، ولطفي بشناق وغيرهم. كما تواجد في مدخل بهو المسرح فرقة موسيقية تعزف مقطوعات موسيقية شرقية لامتاع الحضور قبل بدأ الحفل. ورغم النجاح الذى حققته السورية أصالة في وصلتها الغنائية، إلا أن الليلة الأولى للمهرجان افتقدت وجود أوبريت استعراضي كما كان هو المعتاد في كل عام، واكتفوا بفقرة الفنانة أصالة والتى استمرت على مدار ساعة ونصف بدأت في الثامنة والنصف مساءً، وانتهت في العاشرة. أما أصالة فقد أشاعت حالة البهجة والمرح طوال مدة غنائها، وكانت اللازمة المصاحبة لها طوال وصلتها كلمة "هم" كنوع من الدندنة. وكانت بداية تفاعل الجمهور مع أصالة مع أغنيتها شاغل بالي والتي ظلت تمايل رأسها فيها وكأنها ترقص وسط تصفيق كبير من الجمهور. وفي دعابة منها، قالت أصالة لجمهورها بعد غنائها إحدي الأغنيات إنها لا تعرف لماذا دمعت، قائلة: ما بعرف ليش دمعت يمكن بكيت على الحال أو زوجى وحشنى بقالى أسبوع مشفتوش لأنه مسافر". وفي موقف آخر قالت لجمهورها إنها أحضرت ترابيزة ومياها معها لكى تضع عليها مناديلها. وداعبت جمهورها في مرات آخرى، وقالت لهم "راح أغنيلكم أغنية "هات قلبي وروح" من ألبومى الأول سامحتك كتير والتى كنت أغنيها أيام ما كنا تخان كتير كتير"، وفي نهاية الحفل وعندما حضرت مقدمته جاسمين طه لتسليمها درع التكريم، قالت: "طبعا هذا التكريم في نجوم أكبر منى يستحقوه ..طبعًا هذا كله مزح" مما أثار نوبات ضحك آخرىبين الجمهور قبيل انصرافهم من المسرح. وتفاعلت أصالة مع جمهورها بغنائها عدة أغانى من بينها "أحدى المواويل اللبناية التى قدمتها للراحل وديع الصافي والمطربة الكبيرة فيروز بعنوان "سهرة حب" حيث شاركها الغناء المطرب أحمد سعد في دويتو رائع أظهر انسجاماً فنيًا عاليًا بينهما، وأظهر مدى الصداقة والمحبة التى يكنوها لبعضهم. كما قدمت أصالة أغانى: احكيلك أجمل حكاية والتى قالت أنها غنتها لأبتنها شام وهى في عمر 4 سنوات لكنها الآن كبرت وأصبحت في عمر العشرين، مؤكدة أنها تتواجد معها في الحفل وأنها أصبحت صديقة لها، كما تغنت بأغانى بناءً على رغباتك، ثوار، ارجع لها، هات قلبي وروح، شاغل بالى. وفي لمسة وفاء لبلدها سوريا، تغنت أصالة بأغنية "هذه دمشق" بعد أن قدمت بعض الكلمات المقتضبة عن حبها لأهل مصر البلد التى احتضنت موهبتها قائلة لجمهورها انها سوف اليوم تغنى لبلدها التى نشأت عليه سوريا لعل الله يزيح الغمة عنها. وعلى الجانب الآخر، شهد حفل الافتتاح تكريم عدد من الرموز الفنية منهم الباحث اللبنانى فيكتور سحاب، والشاعر مجدى نجيب، والمايسترو عمر فرحات، والمايسترو فاروق البابلى، والفنان عبد المنعم السيد، والناقد زين نصار، والموسيقار محمد الشيخ، والموسيقار يحيى الموجى، وعازف العود سيد منصور، والمطرب خالد عبد الغفار، والمطربة أحلام أحمد، وفنان الخط العربى سعد عبد ربه، والنجمة أصالة.