وقعت مصادمات اليوم السبت بين متظاهرين مطالبين بتغيير النظام في الجزائر وشباب يرددون شعارات تدعم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أثناء المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية بوسط العاصمة. حاول المئات من المتظاهرين الخروج في مسيرة سلمية للمطالبة بتغيير النظام في الجزائر انطلاقا من ساحة أول مايو سابقا (الوئام حاليا) حتى ساحة الشهداء التى تبلغ المسافة بينهما عدة كيلومترات، لكن إصرار قوات الأمن على منع المسيرة غير المرخصة أدى بالمتظاهرين إلى التجمع بحي "بلكور" المحاذي للساحة ثم محاولة اختراق الطوق الأمني. ذكرت تقاير صحفية أن المواجهات مع الشرطة تسببت في وقوع عدة إصابات وسط المتظاهرين بينهم النائب طاهر بسباس من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض في الجزائر ورشيد معلاوي الذي يقود جناح في نقابة مستخدمي الإدارة العمومية الذي نقل إلى مستشفى مصطفى باشا القريب من ساحة أول مايو. كانت المسيرة التى قامت بها المعارضة المنضوية تحت اسم الحركة "التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية " فى وقت سابق اليوم تعد الثانية خلال أسبوع. وقد رفعت شعارات تطالب بالتغيير والديمقراطية والرفع الفوري والفعلي لحالة الطوارئ وإطلاق سراح المتعلقين في أحداث "احتجاجات رفع الأسعار" يوم 5 يناير الماضي وتحرير المجالين السياسي والإعلامي الى جانب المطالبة بجزائر ديمقراطية واجتماعية. تضم الحركة التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية (تنظيم غير معتمد) أحزابا مثل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والحزب الاشتراكى للعمال اليسارى، والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابات غير معتمدة وشخصيات محسوبة على المعارضة. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الجزائرية كانت قد منعت الشهر الماضي مسيرة مماثلة لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض وسط العاصمة الجزائرية، ما أسفر عن إصابة 11 متظاهرا و8 من عناصر الشرطة. كانت وزارة الداخلية الجزائرية أصدرت قرارا بحظر التجمعات والمسيرات بالعاصمة الجزائرية منذ أحداث يونيو 2001، أى منذ مسيرة حركة " العروش " المحسوبة على تيار الديمقراطيين في منطقة القبائل والتي أدت حينذاك الى انزلاقات خطيرة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات والقبض على مئات المتظاهرين، وجاءت احتجاجا على تهميش منطقة القبائل ونقص الخدمات بها.