وقعت مصادمات بين متظاهرين مطالبين بتغيير النظام في الجزائر وشباب يرددون شعارات تدعم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أثناء المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من اجل التغيير والديمقراطية بوسط العاصمة. وقد حاول المئات من المتظاهرين الخروج في مسيرة سلمية للمطالبة بتغيير النظام في الجزائر انطلاقا من ساحة أول مايو سابقا( الوئام حاليا) حتي ساحة الشهداء التي تبلغ المسافة بينهما عدة كيلومترات, لكن إصرار قوات الأمن علي منع المسيرة غير المرخصة أدي بالمتظاهرين إلي التجمع بحي' بلكور' المحاذي للساحة ثم محاولة اختراق الطوق الأمني. وذكرت تقاير صحفية أن المواجهات مع الشرطة تسببت في وقوع عدة إصابات وسط المتظاهرين بينهم النائب طاهر بسباس من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض في الجزائر ورشيد معلاوي الذي يقود جناحا في نقابة مستخدمي الإدارة العمومية الذي نقل إلي مستشفي مصطفي باشا القريب من ساحة أول مايو. وكانت المسيرة التي قامت بها المعارضة المنضوية تحت اسم الحركة' التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية' في وقت سابق أمس تعد الثانية خلال أسبوع. وقد رفعت شعارات تطالب بالتغيير والديمقراطية والرفع الفوري والفعلي لحالة الطوارئ وإطلاق سراح المتعلقين في أحداث' احتجاجات رفع الأسعار' يوم5 يناير الماضي وتحرير المجالين السياسي والإعلامي الي جانب المطالبة بجزائر ديمقراطية واجتماعية. وقد طوقت شرطة مكافحة الشغب الجزائرية نحو500 محتج حاولوا تنظيم مسيرة تستلهم انتفاضات في أماكن أخري من العالم العربي وتحدوا قرارا يحظر المظاهرة. وقال مراسل لرويترز في مكان المظاهرة ان المحتشدين رددوا هتافات تطالب بالحرية والديمقراطية وحاولوا الوصول لميدان أول مايو ولكن الشرطة ابعدتهم لمكان قريب باستخدام الهراوات. ودفع المتظاهرون الي فناء مجمع سكني حيث احاط بهم رجال شرطة بخوذات ودروع واقية بالاضافة إلي مئات من المارة وبعض المتظاهرين المؤيدين للحكومة. وقد يكون لاضطرابات واسعة في الجزائر اثارها علي الاقتصاد العالمي لانها مصدر مهم للنفط والغاز لكن محللين كثيرين يقولون ان انتفاضة علي غرار ما حدث في مصر غير مرجحة الحدوث لان الحكومة يمكنها ان تستخدم ثروتها من الطاقة لتهدئة معظم المظالم. ونظم التظاهرة جماعات لحقوق الانسان وبعض نقابات العمال وحزب معارض صغير ولا تشارك اكبر القوي المعارضة في الجزائر في حركة الاحتجاج. وحشد عدد كبير من رجال الشرطة لمنع احتجاجات أمس وانتشرت عشرات من مركبات الشرطة والعربات المدرعة حول العاصمة قبل ساعات من الموعد المفترض لبدء التظاهرات.