"واشنطن بوست": المخابرات الأمريكية تنفذ برنامجًا سريًا لتدريب عناصر "معتدلة" فى المعارضة السورية

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الخميس، أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى.أى.إيه) توسع نطاق جهود سرية لتدريب عناصر المعارضة المسلحة في سوريا، وذلك وسط حالة من القلق من أن تفقد هذه العناصر "المعتدلة" التى تدعمها الولايات المتحدة قوتها في ساحة القتال بشكل سريع.
وقالت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس - "إن برنامج
(سى.أى.إيه) يظل رغم ذلك محدودا للغاية.. وسيخرج شهريا بضع مئات فقط من المقاتلين
المدربين حتى بعد توسيعه، مشيرة إلى أن هذا التدريب وفقا لمسئولين لن يفعل
شيئا يذكر لدعم قوات المعارضة التي طغت عليها جماعات متطرفة في القتال ضد حكومة الرئيس
السوري بشار الأسد".
ونقلت الصحيفة عن المسئولين قولهم "إن مهمة وكالة المخابرات المركزية تحددت من خلال
رغبة البيت الأبيض في التوصل إلى تسوية سياسية، وهو سيناريو يعتمد على وصول الفصائل
المتحاربة إلى طريق مسدود في نهاية المطاف بدلا من انتصار واضح.. ونتيجة لذلك
ستضمن الوكالة أن الميليشيات المعتدلة سياسيا التي تدعمها الولايات المتحدة لن
تخسر القتال لكنها لن تحقق الانتصار الكافى".
وأضافوا أن (سي.أي.إيه) أرسلت فرق إضافية شبه عسكرية إلى قواعد سرية فى الأردن خلال
الأسابيع الماضية فى محاولة لمضاعفة عدد المقاتلين الذين يحصلون على تعليمات وأسلحة
من وكالة المخابرات الأمريكية قبل عودتهم مرة أخرى إلى سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن هناك تقديرات محللين فى المخابرات الأمريكية تشير إلى أن أكثر من
20 ألف شخص تم تدريبهم للقتال في صفوف المسلحين الذين تدعمهم الحكوة السورية على
أيدي إيران حليفة الأسد وجماعة "حزب الله" اللبنانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مساعى (سي.أي.إيه) تم وصفها على أنها محاولة عاجلة لدعم الميليشيات
السورية المعتدلة، التي لا تتمكن من تشكيل تحد خطير للأسد أو تضاهي القوة المتنامية للحركات الثورية المتحاربة التي لديها أجندات متشددة، وترتبط في بعض الأحيان بتنظيم القاعدة.