"المصداقية الأمريكية عالقة في رمال الشرق الأوسط المتحركة"، كان العنوان الرئيسي لصفحة الرأي في صحيفة الفاينانشال تايمز التي قالت إن عدم قدرة الرئيس باراك أوباما على استخدام خطاب متسق وتنفيذ خطط فعالة في الشرق الأوسط قد يقوض سلطاته داخليًا وخارجيًا. وقالت الصحيفة إن عدم الاتساق في السياسة الخارجية لأوباما ظهر جليا في كلمته بمناسبة مرور 12 عاما على أحداث 11 سبتمبر التي بدأها بتبرير ضرورة تنفيذ الضربة الأمريكية لعقاب دمشق وتنفيذ التعهدات التي قطعتها الولاياتالمتحدة لحلفائها الأوروبيين للتصدي للاستخدام المزعوم للأسلحة المحرمة دوليا، ثم اختلط خطابه فيما بعد بالحديث عن الحلول الدبلوماسية والمبادرات الدولية وضرورة عدم التدخل لإزاحة "ديكتاتور" آخر بالقوة على حد تعبيره. وأشارت الفاينانشال تايمز إلى أن فشل الإدارة الإمريكية في السياسة الخارجية سيكون له انعكاسات كبيرة على الفشل داخليا حتى فيما يتعلق بتمرير الميزانية والبرنامج الصحي الجديد الذي يروج له أوباما طبقا لنظرية "الفائز يظل يفوز دائما". وأضافت أن الرئيس الأمريكي أصبح في مواجهة حفنة من الجمهوريين الذين سيعملون على إفشال خططه الداخلية المتعلقة بالميزانية مستخدمين في ذلك تفاوت مواقفه الخارجية. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يخشى فيه مراقبون أن التدخل العسكري الأمريكي في سوريا قد يدفع إيران إلى تسريع خطوات برنامجها النووي، يعتقد آخرون أن تراجع الولاياتالمتحدة المتوقع عن تلك الخطوة قد يشجع طهران على تطوير برنامجها دون أن يطرف لها جفن.