"حرام عليكم.. أتقو ربنا في البلد اللي إحنا عايشين علي أرضها".. بهذه العبارة ارتفع صوت سيدة في الخمسين من عمرها ترتدي عباءة سوداء بعربة السيدات بمترو الأنفاق المتجه إلي محطة المرج، وهي تحاول الإشتباك بالأيدي مع سيدة في بداية الأربعينات من عمرها ترتدي نقابا رمادي اللون. بدأت المشادة حين صعدت سيدة ترتدي نقابا من محطة الشهداء "رمسيس" وبيدها كيس بلاستيك به عدد كبير من الأوراق المطبوعة والتي بدأت في توزيعها بعربة السيدات وهي تردد "حسبنا الله ونعم الوكيل".. فسألتها السيدة التي ترتدي عباءة سوداء "مالك".. وكان ردها "احنا بنقول حسبي الله ونعم الوكيل في العسكر اللي حرق المساجد وقتل المسلمين".. "شوية عقل" عنوان لإحدي فقرات المنشور المؤيد للإخوان ذكر فيه نصا "يقولون الناس في رابعة كان معهم أسلحة واستشهد منهم 5000 شهيد في يوم واحد ولا يدافعون عن أنفسهم؟؟ فمتي يستخدموا تلك الأسلحة ويصيبوا المئات من الشرطة؟؟" . وطالب المنشور المشككين في عدد القتلي بالذهاب إلي مشرحة زينهم والتأمين الصحي ومسجد الإيمان بمكرم عبيد لحصر عدد الجثث التي لم تدفن حتى الآن وبعد مرور نحو 10 أيام علي فض إعتصامي رابعة العدوية بمدينة نصر. لحظات، وبدأت السيدات بمختلف أعمارهن يتجمعن حول السيدة التي توزع "منشورات تدعم الإخوان وشرعية الدكتور محمد مرسي" وكان اللافت اتفاقهن حول الدفاع عن الجيش والوطن.. فقالت إحداهن بعد أن قرأت جزء مما كتب في الورقة "جيشنا مش عسكر... ولادنا ورجالتنا أحرار مش مرتزقة".. فيما قالت أخري "إنتي عازوة الجيش يسيب البلد ويسيب سيناء تبقي زي مقلب الزبالة للإرهابيين من كل حتة".. وقتها حاولت السيدة المدافعة عن الشرعية أن ترد وهي محافظة علي هدوئها، لكن إحداهن بادرتها قائلة "مسمعتيش البلتاجي وهو بيقول ان اللي بيحصل في سيناء هيتوقف لما مرسي يرجع".. وتحت عنوان "تخيل" ذكر المنشور المؤيد للإخوان نصا "ناس بتصلي وتقيم الليل وتصوم ويضربوهم بالدبابات والطائرات والقناصة والقنابل المحرمة دوليا والرصاص الحي".. تعالت شدة الغضب داخل عربة مترو السيدات، فيما أصرت السيدة التي ترتدي العباءة السوداء وغيرها علي ضرب الأخري التي تحمل المنشورات المؤيدة للإخوان، وهدأت الأمور بعض الشئ عندما نزلت السيدة الأولي في محطة الدمرداش.. لكن، الأمور سرعان ما عادت للاشتعال داخل العربة، حين ارتفع صوت سيدة مسيحية وهي تقول بغضب "هو محدش قالك إن الإنجيل اللي اتحرق في الكنائس من الكتب السماوية.. اشمعني حرقتوه".. فيما بدات السيدة صاحبت' المنشورات تكتفي بالرد أنها توزع المنشور ولا تناقشه واللي عاجبه يأخذه أو لا يأخذه هو حر. وبعد تدخل بعض السيدات اقتنعت صاحبة المنشورات بالنزول من المترو عند محطة منشية الصدر.