تناولت الصحف السعودية باهتمام بالغ نجاح ثورة 30 يونيو في خلع الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر بطريقة سلمية وحضارية آمنة. تحت عنوان "مصر جديدة على الطريق" كتبت صحيفة "الوطن" أن الجيش المصري تدخل لحماية الشرعية وليس لاختطافها، واجتماعه مع عدد من الرموز الوطنية من كافة التيارات أثبت أن توجه موقفه وطني لا سياسيا. وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل عام وعندما وقف محمد مرسي أمام الجماهير في ميدان التحرير بالقاهرة بعد انتخابه رئيسا لمصر قال بالحرف: "جئت إليكم اليوم لأنني مؤمن تماماً بأنكم مصدر السلطة والشرعية.. جئت وأنا مطمئن وكلي ثقة أنكم منحتموني السلطة وأنكم تمنحونها من تشاؤون وتمنعونها عمن تشاءون". وأوضحت الصحيفة أنه بعد بيان الجيش والقوى السياسية والدينية والرموز الوطنية الذي أعلنه وزير الدفاع؛ ليس على رموز جماعة الإخوان ومؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي؛ سوى تقديم مصلحة الشعب المصري على أي اختلاف سياسي، والرضوخ لإرادته، وعدم الخروج عن هذه الخارطة الوطنية التي رحبت بها الجماهير المصرية. من جانبها أوضحت صحيفة "المدينة" أن ثورة 25 يناير التي أشعلها شباب مصر الناهض وضحوا من أجلها بمئات الشهداء، والتي اختطفت من قبل فئة ركبت موجة الثورة بعد أن أصبحت على وشك الانتصار، هذه الثورة تعود الآن إلى أصحابها الشرعيين، وهو المعنى الحقيقي للشرعية. وأشارت الصحيفة إلى أن الشعب المصري بحماية الجيش وضمن الشرعية الحقيقية التي رسمها مرة أخرى بدم الشهداء، أثبت بأن ثورته لا يمكن لأي قوة انتهازية سرقتها أو اختطافها، أو التلاعب بها، أو تحويلها عن مسارها الصحيح. وأكدت الصحيفة أن هذه الثورة ليست ثورة جديدة، بقدر ما هي عملية استرداد واستكمال وتصحيح مسار لثورة 25 يناير، التي حاول البعض سرقتها، لتعود من جديد ثورة شعب من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بعيدًا عن أي هيمنة لأية قوى سياسية أو أيديولوجية، داخلية أو خارجية. فيما اعتبرت صحيفة "الشرق" أن قرار الجيش أمس بعزل الرئيس المصري محمد مرسي وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقتًا للبلاد؛ جاء ليدشن نهاية حقبة قصيرة لأول حكم للإخوان في الدول العربية، ولكنها حقبة رغم قصرها حفلت بالصراعات والتحديات والخلافات بين الإخوان وجميع مكونات مصر بدءا من الليبراليين وانتهاء بالسلفيين، مروراً بحزب الوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن أهم ما ميّز حكم الإخوان منذ تولي الرئيس المصري السابق محمد مرسي منصب الرئاسة هو تأكيدهم الدائم على أن الشارع معهم، وأن لديهم القدرة الكبرى على الحشد لهم، وأن معارضيهم هم لا شيء ولا قيمة ولا وزن لهم على الأرض. وأكدت الصحيفة أن ما حدث في مصر هو رسالة لكل من سيأتي للحكم بعد مرسي، فمحاولة الإنفراد بالحكم غير ممكنة، والقرارات التي تتجاهل مطالب الشعب لن تكون مقبولة، ومحاولات فرض الرأي الواحد سوف تصطدم بجدار من الرفض، فالشعب المصري شبّ عن الطوق، ومصر انتصرت. بدورها نوهت صحيفة "اليوم" بقدرة المصريين الفذة على إنتاج الحلول، حتى وإن اختلفوا وكثر الضجيج، مشيرة إلي أن النخبة المصرية قد تغلبت على أصعب الظروف، وقدمت البراهين، على أن الولاء الوطني يطغى على كل ولاء وعلى كل شعار. وعبرت الصحيفة عن أملها وكل العرب وكل المخلصين والمحبين للشقيقة مصر، أن يتوصل المصريون إلى كلمة سواء تحفظ لمصر العزيزة هيبتها وسيادتها وموقعها العميق والتأثير في المسرحين العربي والدولي، وأن تجعل الاختلافات في نطاق المنافسات السياسية الطبيعية في بلد تتنوع فيه الثقافات والأديان والمذاهب، وأن تقل خسائر الزمن المفقود في المعارضات السياسية، كي تعود مصر مجدداً وتبدأ مشوار التنمية والنمو والبناء الاقتصادي والصناعي وأن يعود المصريون إلى أعمالهم وانتاجهم ويساهمون في بناء مصر الجديدة المتطلعة إلى الغد والعصية على الانكسارات والمقاومة للتحديات بأنواعها وشخوصها وأدواتها. بينما تساءلت صحيفة "عكاظ": كيف نساعد مصر.. على أن تستقر وتعود إلى الواجهة بقوة؟ مشيرة إلى أن هذا السؤال.. لابد أن يجيب عليه.. المصريون (أولا) والعرب (ثانيا)، والمجتمع الدولي (ثالثا). وأوضحت الصحيفة أن المصريين قبل غيرهم مطالبون بأن يحافظوا على بلدهم ويدخروا دماءهم.. ويبدأوا مرحلة جديدة من العمل الوطني الحق.. لإخراج البلد من «الأزمة» وتجنيبه «الكارثة» التي أخذت تلوح في الأفق. وأبرزت أن هذا المطلب غير ممكن التحقيق إلا إذا وضعت دماء المصريين في منطقة الخط الأحمر وأغلقوا آذانهم لدعوات التحريض لبعضهم ضد البعض الآخر، سواء جاء هذا التحريض من الساسة أو الإعلاميين أو التيارات المختلفةأو الشارع. بينما أوضحت صحيفة "الرياض" أن المواطن المصري عانى من ويلات تدني الاقتصاد، وتردي الأوضاع المعيشية، وخدمات البنى التحتية، وناضل من أجل مواجهة الحياة بكثير من الأمل والطموح، والرغبة في تجاوز كل العثرات والأوجاع، لكن أن تدخل مصر في جحيم العنف فهذا أمر خطير ومؤلم.