ندما أصدر الرئيس مرسي قراراته بإحالة طنطاوي وعنان إلي التقاعد وألغي الدستور المكمل الذي كان طنطاوي قد أصدره, جاءت هذه القرارات لتحقق رغبة شعبية, وهدف من أهداف القوي الوطنية, التي ظلت تضغط وتطالب بإنهاء حكم العسكر. بداية لابد أن نشكر الجيش المصري وقياداته علي موقفهم الداعم لثورة25 يناير, ورفضهم توجيه السلاح إلي صدور شباب مصر, خلال أحداث الثورة, ويكفيهم أنهم حقنوا دماء المصريين, التي كانت عصابة الفساد تخطيط لتروي بها شوارع القاهرة ومدن مصر الأخري, التي زرعها المصريون ثورة مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. ولايعني ذلك أنني أغض الطرف عن الجرائم والأخطاء التي ارتكبها المجلس العسكري طوال الفترة الانتقالية التي أدار فيها البلاد من11 فبراير2011, حتي12 يوليو2012, عندما أعلن الرئيس د. محمد مرسي انتهاء دولة العسكر في مصر بعد60 عاما من الأخطاء والخطايا في حق الشعب وفي حق مصر, والتي سنتناولها بالتفصيل في مقالات لاحقة بإذن الله. لقد جاء قرار الرئيس مرسي بإحالة المشير حسين طنطاوي الذي تولي وزارة الدفاع لأكثر من20 عاما, وكان يترأس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, الذي نقل إليه الرئيس المخلوع جميع سلطاته وكذلك نائبه رئيس الأركان سامي عنان إلي التقاعد, ليؤكد أن د. مرسي رجل دولة بكل معاني الكلمة, وأنه رجل حكيم, وقائد متمرس, وسياسي من طراز فريد, فالقرار جاء لمصلحة مصر, وفي صالح كل المصريين, وإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح, فلم يكن مقبولا بأي حال من الأحوال, أن يتحكم المشير و19 جنرالا لم يخترهم الشعب, وانتقلت إليهم السلطة بتكليف من مبارك في مفاصل الدولة, وتكون في يدهم سلطة التشريع, بينما الرئيس الذي انتخبه الشعب لايمتلك من السلطة شيئا, وغني عن القول أن الفوضي الاعلامية, ومحاولة النيل من كرامة الرئيس, والتقليل من شأن كل قرار يتخذه مرسي, كان يحدث في حماية المجلس العسكري, وفي ظله أيضا وخلال جنازة شهداء رفح تم الاعتداء علي د. هشام قنديل رئيس الوزراء, وتهديد رئيس الجمهورية والتحريض علي قتله, وهذه جرائم لم يكن يجرؤ علي فعلها بعض المأجورين من رموز الاعلام والسياسيين مشعلي نار الفتن, إلا في ظل حماية الجنرالات. الذين لم يكفهم تلك الأخطاء والخطايا التي ارتكبوها طوال الفترة الانتقالية, والذين كان من الضروري محاستبهم علي هذا التقصير الذي أدي إلي وقوع16 شهيدا في الجريمة الارهابية البشعة علي كمين الحدود في رفح, والذي جاء نتيجة إهمال واسترخاء تقع مسئوليته علي القادة العسكريين, الذين انشغلوا بالصراع علي السلطة, وتركوا حدود الوطن بدون تأمين أو حماية... من أجل كل هذا وأكثر جاءت قرارات الرئيس مرسي بمثابة تصحيح لوضع خاطئ, وتعديل مسار الدولة, التي أرادها الشعب دولة مدنية, تعلو فيها الحريات, وتسودها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية, التي لم يكن من الممكن أبدا أن تتحقق في ظل سيطرة العسكر, وفي هذا الجو من التآمر المستمر من بعض القوي السياسية التي لايهمها أبدا مصلحة مصر وصالح المصريين, والتي كانت تجد الدعم ولاتزال من قوي الثورة المضادة. قرارات الرئيس مرسي تؤكد بما لايدع مجالا للشك أنه رئيس كل المصريين, وأن مايحركه هي مصلحة الوطن والمواطن, وأنه لايتلقي كما يزعم مهرجو الاعلام وبهلوانات السياسة أوامره من المرشد, وأنه لايتحرك إلا بناء علي خطط حزب الحريةوالعدالة, وكلها اتهامات باطلة, يروجها أعداء مصر, الذين لايريدون للأمور فيها أن تتقدم إلي الأمام, فراحوا يهاجمون الاخوان المسلمين, ناسبين لهم كل جريمة وكل تقصير, هم والرئيس مرسي, فهم الذين نشروا البلطجية, وهم الذين تسببوا في الفوضي الأمنية, وهم الذين يقطعون الكهرباء, وهم الذين تسببوا في مقتل شهداء رفح, لقد عميت بصيرتهم وراحوا يعلقون أسباب فشلهم في أن يكونوا فاعلني وطنيا, وجماهيريا, علي شماعة الاخوان المسلمين, جاعلين منهم فزاعة لارهاب المصريين وتخويفهم من حزب الحرية والعدالة, وانصرفوا يوجهون سهام حقدهم ومعاول هدمهم إلي الرئيس والجماعة التي رشحته للرئاسة, وهم يهدمون مصر في الأساس, ولو كانوا مصريين حقيقة لوضع أيديهم في يد الرئيس المنتخب, والحزب صاحب الأغلبية الشرعية, التي جاءت بمرسي أول رئيس مدني لمصر, في إتخابات حرة نزيهة, ولكنهم لايريدون لمصر الخير. وعندما أصدر الرئيس مرسي قراراته بإحالة طنطاوي وعنان إلي التقاعد وألغي الدستور المكمل الذي كان طنطاوي قد أصدره, جاءت هذه القرارات لتحقق رغبة شعبية, وهدف من أهداف القوي الوطنية, التي ظلت تضغط وتطالب بإنهاء حكم العسكر, وإلغاء الدستور المكمل, ولذلك لابد أن تلتف كافة القوي الوطنية التي تحب مصر حقيقة, والتي تعمل علي تحقيق أهداف ثورة25 يناير, حول الرئيس مرسي, مؤيدة ومدعمة قراراته وخطواته الجادة في بناء الجمهورية الثانية الساعية إلي تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والعيش في كرامة, وهي المبادئ التي ضحي من أجلها شهداء مصر. ومن الطبيعي بعد أن حقق الرئيس رغبة المصريين, ومطالب القوي الوطنية في إنهاء حكم العسكر, وإلغاء الاعلان الدستوري المكمل, والسير في خطوات استعادة مقدرات المصريين وبناء دولتهم الحديثة, وإعداد الدستور والدعوة إلي إنتخابات برلمانية جديدة, من الطبيعي أن يكون الفشل من نصيب هذه الدعوة الهدامة التي أطلقها أعداء مصر, أولئك المأجورين من الاعلاميين والمحسوبين علي القوي السياسية, بالتظاهر في24 و25 أغسطس ضد الاخوان وضد الرئيس مرسي, فهذه المظاهرات ظاهرها الهجوم علي الاخوان, بينما هي تهدف في الحقيقة إلي إسقاط مصر, ووقف عجلة الحركة فيها.