دعت جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، إلى تضافر الجهود من أجل تحقيق الأهداف التنموية للألفية الثالثة والعمل على النهوض بأوضاع المواطن العربي وتلبية احتياجاته خاصة في ظل التحولات الراهنة التي فجرت ثورات الربيع العربي. وأقرت الجامعة بوجود تحديات جمة تواجه تنفيذ الاهداف التنموية للالفية الثالثة التي اقرتها الاممالمتحدة حتى عام 2015. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة، أمام اجتماع الدورة الموضوعية الثالثة لمجلس وزراء الشئون الاجتماعيةالعرب برئاسة اليمن، وخصص لمناقشة التقرير الثالث لمتابعة تنفيذ الاهداف التنموية للالفية، والذي يحمل عنوان" منطقة عند مفترق طرق". ونبه العربى الى أن أهم التحديات التي تواجه الدول العربية لاستكمال تنفيذ الاهداف التنموية تتمثل فى استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية وكذلك رياح التغيير في المنطقة العربية والتي حملت معها تحديات عدة في مقدمتها النزاعات المسلحة خاصة في سوريا، وهي النزاعات التي باتت تهدد سوريا والمنطقة. ولفت إلى أن النزاع السوري أدى لسقوط 100 الف قتيل، ونزوح 3 ملايين سوري إلى دول الجوار، وهو ما تطلب عمليات إغاثة وإيواء وتوفير أسباب العيش اليومي لتلك الأعداد الهائلة من النازحين والمهجرين من ديارهم، مما حمل دول الجوار السوري أعباء ثقيلة على اقتصادياتها وأوضاعها الاجتماعية والسياسية، خاصة الأردن والعراق ولبنان وجميع الدول. وأشار العربى الى إنه على الرغم من الجهود العربية والأممية الكبيرة لتحسين أوضاع النازحين السوريين، سواء في الداخل أو في الخارج، إلا أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والجامعة العربية لازالت تواصل جهودها من أجل تحقيق حل سلمي تفاوضي للأزمة السورية يؤدي الى الوقف الفوري للقتال ولجميع أعمال القتل والعنف فى سوريا، ويؤدى الى الاتفاق على حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة استنادا إلى ما نص عليه بيان مجموعة العمل الدولية فى جنيف فى 30 يونيو من العام الماضي، والتي توافق من ناحية المبدأ جميع الأطراف عليه. وأوضح أن مجريات الأزمة السورية وغيرها من الأحداث والتحولات الكبرى التى تشهدها المنطقة، تلقى بلا شك بظلالها وآثارها السلبية المباشرة على جهود تحقيق أهداف الألفية سواء فيما يتعلق بمعالجة مشكلة الفقر أو غيرها من الأهداف أو الغايات الخاصة بالحد من البطالة وتحسين صحة الأمهات وخفض معدل وفيات الأطفال والرضع، وهي الأهداف التي تمثل أولوية متقدمة بالإضافة إلى الأهداف الأخرى للألفية. من جانبها نبهت الدكتورة أمة الرزاق على حمد وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن، رئيس الدورة الحالية إلى التحولات والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة، والتي ألقت بظلالها على الجهود التنموية العربية، مؤكدة أهمية التنسيق بين الجامعة العربية ولجنة الاممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا "الاسكوا" والجهات الدولية لتنفيذ الاهداف المنشودة. أوضحت د. سيما بحوث الامين العام المساعد للامم المتحدة المدير المساعد والمدير الاقليمي للدول العربية في برنامج الاممالمتحدة، ان حصيلة المشاورات الاقليمية وما ورد في التقرير يشيران الى ان المكاسب التي تم تحقيقها في السابق على صعيد الفقر والصحة والتعليم ينبغي التفكير، ليس فقط في دفعها قدما، بل ايضا في كيفية الحفاظ عليها ،وان السلام والامن يمثلان عاملين اساسيين لتحقيق لأهداف التنموية للألفية. واقترحت بحوث وضع برنامج اقليمي عربي تتعاون فيه وكالات الأممالمتحدة مع جامعة الدول العربية لصياغة إطار شامل للتنمية العربية استنادا لما اقره القادة العرب خاصة في القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية وأن يتم ربط ذلك في مجالاته وقطاعاته المختلفة بالاهداف الانمائية للألفية. وفي مواجهة مشكلة ضآلة البيانات حول الواقع التنموي، اقترحت د. بحوث وضع برنامج اقليمي تشترك فيه هيئات الاممالمتحدة مع الجامعة العربية في تمويل فرق عمل وطنية لرفع مستوى القدرات وخاصة مع الاستعداد لاطلاق الاجندة التنموية الجديدة التي تتطلب بيانات أكثر تطورًا من السابق.