أثار الخبر الذى ذكرته بعض الصحف البريطانية اليوم بشأن تحرك تمثال فرعونى داخل متحف مانشستر بمقدار 180 درجة، انتباه ودهشة جميع من طالعه على المواقع الالكترونية وطرح تساؤلا بشأن ما يوصف بلعنة الفراعنة وهل هى السبب فى تحرك هذا التمثال. واستطلعت وكالة انباء الشرق الاوسط آراء عدد من الخبراء والمتخصصين فى هذا المجال والذين اكدوا عدم وجود مايسمى ب"لعنة الفراعنة" أو وجود سر وراء تحرك هذا التمثال (25 سم) وتم تقديمه قربانًا للاله أوزوريس، إله الموتى عند المصريين القدماء، حيث كان المصريون القدماء يضعونه كحارس للمومياء إذا ما حدث بها اتلاف أو تدمير فإنه يكون بديلًا لسفينة الروح التى تحميها. فمن جانبه، أعرب الدكتور أحمد سعيد، أستاذ الحضارة المصرية القديمة بكلية الاثار جامعة القاهرة، عن اعتقاده بأن هذا الخبر نوع من الدعاية الصادرة عن المسئولين بالمتحف لكسب زائرين ودخل مادى أكثر خاصة أنه موضوع داخل المتحف منذ 80 عامًا، نافيًا وجود مايسمى بلعنة الفراعنة. وقد أكد أن هناك ما يسمى "ايجيبتو مينيا"، وهو ولع الحضارة المصرية منتشر بين شعوب العالم خاصة الغربين، ولذلك فإن اى افتراءات او اكاذيب متعلقة بالحضارة المصرية القديمة تجد لها صدى عند تلك الشعوب، مشيرا الى انه لايوجد اى تفسير علمى اثرى لتحرك هذا التمثال. وبدوره أرجع الدكتور ناجى نجيب ميخائيل رئيس الادارة المركزية للمخازن المتحفية والحاصل على دكتوراه فى الاثار المصرية القديمة ظاهرة تحرك التمثال الى وجود أسباب خارجية تؤدى إلى أحداث تلك الحركة خاصة أن حجم التمثال صغير (25 سم) ومنها لو أن التمثال به معدن يمكن تحريكه بمغناطيس مما يؤثر على وضعية التمثال، لافتًا إلى أنه من الوارد أيضا أن يكون المكان الموجود به التمثال به اهتزازات فمن الممكن ان تؤثر على التمثال والاشياء المجاورة له إذا كانت صغيرة الحجم. فيما أنكر الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء ما يسمى بلعنة الفراعنة تماما، مؤكدا أن هذه الأفكار نشأت منذ عام 1922 حين اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أول ملك مصرى قديم يدعو للتوحيد وتولى الحكم عام 1353 ق. م وعمره تسع سنوات وتوفى وعمره 18 عاما وهى أهم مقبرة مصرية قديمة حيث تم اكتشافها بكامل مقتنياتها ولم تمتد اليها أيدى اللصوص. وقد اكتشفها الأثرى البريطانى هاورد كارتر عام 1922 ومول الاكتشاف اللورد كارنارفون وكان أول شخص يدخل المقبرة وتوفى بعد ذلك بمدة قصيرة متأثرا بلدغة بعوضة وربطت الصحف آنذاك بين الاكتشاف وموت كارنارفون وبدأت مقولة لعنة الفراعنة. وأكد الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عدم إيمانه بوجود مايطلق عليه بلعنة الفراعنة خاصة وانه امضى 26 عاما من عمله فى البحث داخل المثقابر الفرعونية والعمل بصفى مستمرة فى الاثار دون ان تصصيبه تلك اللعنة. أشار إلى أن الاكثر تصديقا للعقل فى تحرك هذا التمثال هو ان تكون حركته متأثرة بثلاث عوامل رئيسية هى صغر حجم التمثال وكثرة عدد الزائرين للمتحف والحركة الاهتزازية التى تتعرض لها ارضية المتحف نتيجة لكثرة الزائرين ومايترتب عليها بالطبع انتقال تلك الاهتزازت الى الحوامل وفاترين العرض الموجودة به.