أزاحت كاثرين آشتون الستار عن النسخة المقلدة لمقبرة توت عنخ أمون من خلال الاجتماع الأول لفريق عمل (مصر / الاتحاد الأوروبي) بحضور لفيف من المسئولين المصريين و قد تم إهداء تلك النسخة المقلدة من جمعية (محبي المقابر الملكية الفرعونية) بسويسرا من أجل خفض عدد الزوار على المقبرة الأصلية و حمايتها من العوامل التي تؤثر على نقوشها و محتوياتها و ألوانها نتيجة كثافة الزوار. يعود اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون تحديدًا يوم 4 نوفمبر من عام 1922 حيث قام باكتشاف هذا القبر الذي لهث وراء كشفه العديد من علماء المصريات و كان هاجس وجود مقبرة (الساحر الصغير) و هو توت عنخ أمون يداعب مخيلة كارتر منذ عام 1907 و كان قبل ذلك العام له خلفية في علم الآثار حافلة منذ أن بدأ كارتر بدراسة النقش و الرسم عام 1891 و هو في السابعة عشر من عمره ، عمل (هوارد كارتر) بالاكتشافات الأثرية ب(بني حسن) مقابر أمراء مصر الوسطى 2000 ق.م و في عام 1892 عمل تحت وصاية عالم المصريات الشهير (فليندرز بيتري) في تل العمارنة مقر دولة الملك إخناتون التي أقامها بعد ثورته الدينية الشهيرة بإعلانه التوحيد و من عام 1894 حتى 1899 عمل تحت يد عالم المصريات الفرنسي (إدوارد نافيلل) بمعبد (الدير البحري) و هو معبد جنائزي خاص بالملكة المصرية (حتشبسوت). قام (هوارد كارتر) بالكشف عن مقابر (تحتمس الرابع – يويا و تويا ) و أكتشف عام 1899 أثار تعود للمكلة حتشبسوت بناءً على خبرته التي أكتسبها في العمل بمعبد الدير البحري و كانت هذه الاكتشافات بمثابة الإعداد لما هو أعظم في تاريخ كارتر و علم المصريات في آن واحد. عمل كارتر بوظيفة من قِبل المجلس الأعلى للآثار المصري و لكن لم يستمر في هذا العمل لتقديمه إستقالته بسبب خلاف نشب بين حراس موقع أثري مصري و بعض السائحين الفرنسيين عام 1906 حيث مرت سبعة سنوات عجاف على كارتر في أن يكتشف إكتشافًا جديدًا. في عام 1907 تعرف هوارد كارتر على اللورد (كارنارفون) و هو أحد الهواة المعروفين بشغفه بعلم المصريات و الذي أعلن إستعداده لتمويل إكتشافات كارتر بعد أن حصل على تصريح من المجلس الأعلى للآثار للتنقيب عن قبر الملك المجهول و ظل البحث مستمرًا عن القبر المجهول و المأمول في إيجاده بلغة الحفر و التنقيب من قِبل كارتر و بلغة التمويل المستمر من قِبل (كارنارفون). توقف الحفر عام 1914 بعد نشوب الحرب العالمية الأولى و كأنها لحظة هدنة و هدوء بعد الفشل في إيجاد المطلوب و تم العودة للبحث عن توت عنخ امون عام 1917 و ظل الحفر في جريانه بباطن الأرض حتى عام 1922 بعد أن وجد اللورد (كارنارفون) أمواله تذهب هباءً دون جدوى و دون نتيجة مثمرة لكن اليأس لم يتملك قلب (كارتر) حيث طلب فرصة أخيرة من اللورد (كارنارفون) للوصول للهدف المنشود. نجح كارتر يوم 4 نوفمبر من عام 1922 باكتشاف قبر الملك (توت عنخ أمون) حيث تم الحفر بالقرب من مقبرة الملك (رمسيس السادس) بعد 3000 عام من الطمس و الإختباء في طيات المجهول و هنا أرسل كارتر للورد (كارنارفون) برقية يطلبه بالمجيء لمصر فحضر كارنارفون يوم 26 نوفمبر هو و إبنته. قام كارتر بعمل "الكسر الصغير" الشهير في الزاوية الشمال لمدخل المقبرة، وأصبحت بادية للعين بواسطة ضوء شمعة، حيث شوهدت الأثار الذهبية الخاصة بالمقبرة بالإضافة إلى الكنوز الأثرية من خشب الأبنوس التي بقيت في مكانها منذ ذلك الوقت. تأكد كارتر من هوية المقبرة بإيجاده ختم واضح بأحد الأبواب المحروسة بتمثالين لينفض الغبار عن ملك أخباره محدودة في التاريخ لقلة المدة التي حكم فيها مصر ليحتل قلب التاريخ لا بأعماله و إنجازاته بل بكنوزه و آثاره. أتهم هوارد كارتر بأنه سرق بعض كنوز الملك المجهول ليعرضها بمتحف بلاده و هناك من قال بأنه أساء التعامل مع كنوز الملك بكسر بعض الأشياء لاكتشافها إلى جانب تعامله مع الكنوز كأنها ملكية خاصة لكن مهما كانت الأقوال فلا ننسى بأن كارتر له دور كبير في التنقيب عن المجهول ليظل اسمه في الذاكرة حتى بعد وفاته عام 1939.