لم يكن أمس يومًا عاديًا فى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا إسطورة إفريقيا الصاعدة بقوة، ففى ليلة مصرية خالصة - حتى فى مأكولاتها – اجتمعت أكبر وأبرز الشركات المصرية العاملة هناك وعددها ست شركات تجاوزت استثماراتها نحو 1,2 مليار دولار، وذلك احتفاء بتعاقد إحداها أمس الأول الجديد مع خطوط الطيران الإثيوبية لنقل العجول الإثيوبية الحية إلى مصر لأول مرة. الأمر الذى سطَّر نجاحًا جديدًا للاستثمار المصرى هناك وأكد تكاتفه وخاصة بعد أن اتفقوا جميعا على شحن المواد الخام لصناعاتهم على الجسر الإثيوبى الطائر فى رحلة العودة إلى مطار أديس أبابا لخفض تكلفة نقل اللحوم بنسبة 25 % على الأقل . الستة الكبار أو المغامرون أو " البايونير" للاستثمار المصرى فى ذلك اللقاء المهم والذى عقد قبل الزيارة المرتقبة للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إلى إثيوبيا خلال ساعات حيث القمة الإفريقية، تقدمهم المهندس أيمن عيسى رئيس مجلس الأعمال المصرى الإثيوبى ومجموعة " جولدن تريد الإثيوبية " والتى تتجاوز استثماراتها فى أديس أبابا 120 مليون دولار ممثله فى 4 مصانع عملاقة كأول مجموعة مصرية تنافس بقوة فى السوق الصناعى الإثيوبى لتصنيع المواسير ومواد تدعيم التربة لإنشاء الترع والمجارى المائية ومواد العزل وبالطبع لم تتجاوز البداية 10 ملايين دولار تضاعفت بنسبة 1200 % خلال 6 سنوات، إما أقدم الحضور فكان الشاب المصرى النوبى الأصل عمرو عبده والذى يعمل فى الاستيراد والتصدير من وإلى إثيوبيا منذ 14 عامًا رغم أنه لم يدرس " البيزنس " يوما، حيث درس الفيزياء الحيوية ولكن هكذا إثيوبيا – على حد قوله – تحمل الكثير من المفاجآت دائما . كان هناك أيضا صاحب الفرح مهران محمد عبد الرحمن رئيس شركة الشرق الأوسط العاملة فى الثروة الحيوانية والذى تعاقد على الجسر الجوى لنقل العجول الحية وعلى هامشه اتفاق بنحو 100 مليون جنيه لنقل جمال وعجول حيه وزهور الروز الإثيوبية الشهيرة وبضائع مصرية وسلع غذائية لإثيوبيا والزائد منها إلى نحو 7 دول إفريقية من دول حوض النيل، أما أبرز الحضور فكان المهندس إبراهيم قمر المدير العام لمجموعة أحمد السويدى للكابلات البالغ حجم إستثماراتها فى إثيوبيا نحو 40 مليون دولار وتعمل هناك منذ 5 سنوات بعد أن جاء ميلادها قويا بفوزها بعقد محطات وخطوط الكهرباء الهوائية الحكومية التى تجاوزت تكلفتها 220 مليون دولار وتضع مخططًا شاملا للتوسع بإنشاء 3 مصانع جديدة بتكلفة 50 مليون دولار وتعاقدت على الأرض بالفعل مع الحكومة الإثيوبية وأيضا تعمل حاليا فى مشروع توليد الكهرباء بطاقة المياه بتكلفة 300 مليون دولار بخلاف ما تخطط له السويدى لعدادات الكهرباء من إضافة إستثمارات توسعية جديدة بعد أن نجحت لجودتها فى أن تدخل كل بيت فى إثيوبيا . ولكونها شركة عملاقة كان ممثل المقاولون العرب المهندس أحمد مصطفى، مدير فرع إثيوبيا، أيضا على القدر نفسه من الإلمام بمهمته الصعبه وحجم المنافسة الشرسة التى ستواجهه فى السوق الإثيوبية وخاصة من الشركات الصينية التى يبلغ عددها نحو 14 شركة تعمل هناك منذ سنوات بعيدة فى قطاع الطرق والكبارى وباستثمارات تتجاوز 20 مليار دولار أى تسيطر تماما على مشروعات التنمية فى إثيوبيا ولأنه يعى تماما مدى أهمية تواجده فى السوق الإثيوبية تحدى بل وقهر الشركات الصينية وإنتزع أبرز مشروعاتها الحديثة من طرق وكبارى لتحسين جودتها بعد إنهيارها فى أول عاصفة أمطار تجتاح إثيوبيا. أما الأكثر لفتا للانتباه فى ذلك اللقاء المهم فكان من نجح فى تنسيقه – رغم صعوبته - الدينامو المصرى أحمد الدويك مدير مكتب التمثيل التجارى للبنك الأهلى والذى إفتتح منذ نحو 7 أشهر فقط أصبح خلالها ذلك الشاب المدرب جيدا هوالأشهر على الإطلاق بين المستثمرين الإثيوبيين بعد أن اكتسب ثقتهم لكونه الأكثر قدرة على جذب رءوس الأموال المصرية، والتى لم تتجاوز حتى قبل نحو عام ونصف العام 300 مليون دولار فقط إلى جانب ربطهم برجال الأعمال الإثيوبيين الأكثر جدية ورغبة فى النجاح كشركاء، وذلك من خلال الدور الوطنى الذى رسمه الدكتور طارق عامر، رئيس مجلس إدارة البنك لمكتب تمثيله، فى تعزيز وزيادة حجم التبادل التجارى بين مصر وإثيوبيا دون أن يهدف للربح على الإطلاق.