وسط ترقب من عمال العالم ينطلق خلال ساعات مؤتمر العمل الدولي في مدينة المال والاقتصاد بجنيف في سويسرا، بمشاركة ثلاثية مصرية من الحكومة والعمال وأصحاب الأعمال برئاسة خالد الأزهري وزير القوى العاملة والهجرة الذي سينضم للوفد المصري الأسبوع المقبل، الذي بدأ في مغارة القاهرة على دفعات بدأت اليوم الإثنين. المشاركة العمالية هذا العام ستكون مختلفة، حيث يشارك في المؤتمر لأول مرة هذا العام 5 اتحادات عمالية مصرية رسمية ومستقلة لكل منها توجهه، ويرغب أن يكون له الكلمة باسم عمال مصر. مصادر عمالية توقعت أن تشتعل حدة الحرب والصراع بين الاتحادات النقابية المصرية على هامش المؤتمر الذي تشارك فية وفود 185 دولة في العالم بتمثيلها الثلاثي، حيث حصل اتحاد عمال مصر الرسمي على نصيب الأسد في تشكيل وفد العمال وذلك وفق قاعدة التمثيل النسبي التي تنظم التشكيل إلا أن ذلك لم يأت على هوى النقابات المستقلة والتي يمثلها 4 اتحادات التي أكدت أن الحكومة لم تراع التمثيل المتوازن في تشكيل الوفد. وكشفت قيادات بالاتحاد المصري للنقابات المستقلة عن تقديم الاتحاد شكوى لمنظمة العمل الدولية وستعرض على لجنة المعايير والاتفاقيات الدولية تتهم الحكومة بالسعي لتأخير إجراء الانتخابات العمالية من أجل سعي فصيل محدد للسيطرة عليها، بجانب التأخير في إقرار قانون النقابات الذي سينظم كافة الجوانب المتعلقة بالنقابات والانتخابات، كما أكدت أن قيام الحكومة بتأخير إجراء الانتخابات ومد الدورة النقابية لمدة عام وعدم إقرار القانون سيؤدي إلى تزايد حجم الاحتجاجات العمالية في الشارع وعدم استقرار الأوضاع العمالية. أما خالد الأزهري، وزير القوى العاملة والهجرة، سعى لتقريب وجهات النظر بين أعضاء الوفد عقد اجتماع موسع مع وفد مصر الثلاثي، وذلك من أجل تنسيق المواقف واتخاذ رأي مصري موحد حول بنود جدول أعمال المؤتمر والذي يناقش الحماية الأجتماعية للعمال . وردا على ما يقال بشأن تشكيل الوفد وعدم تحقيق التوازن قال الوزير إن وفد مصر الثلاثي لهذا العام هو نموذج للتمثيل الدولي وفقًا للمعايير الدولية، وأنه حاول أثناء تشكيل الوفد بحيث يكون ممثلاً لكل الأطراف ووفقًا للتشاور قبل اتخاذ قرار التشكيل، مؤكدا أن هناك عدة أهداف محددة سنعمل من أجلها جميعًا أهمها تحسين صورة مصر الثورة بصورة تليق بها. وأعرب الوزير عن احترامه وتقديره لممثلي العمال بكافة الاتحادات وأنه يقف على مسافة واحدة من الجميع لمصلحة عمال مصر، وأنه يتمنى نجاح تجربة الحريات النقابية في مصر من أجل تمثيل مشرف لمصر في هذا المحفل الدولي الهام، مؤكدًا أن ما قطعته مصر الثورة على نفسها فيما يتعلق بالحريات النقابية هو موقف واضح ولا رجعة فيه ولم يتبق لنا سوى ممارسة الحريات النقابية التي كانت من أهم مكتسبات ثورة 25 يناير.