بالرغم من أن حمام السباحة قد يكون منعشًا ومرطبًا في فصل الصيف شديد الحرارة، ويلجأ إليه آلاف الهاربين من الحر، لكنه قد يتحول إلى خطر يهدد صحة الإنسان ويحذر منه الأطباء، فحمامات السباحة يمكن أن تجمع البكتيريا الضارة التي تصيب بالأمراض. "بوابة الأهرام" استطلعت آراء عدد من الأطباء حول هذا الموضوع، حيث يؤكد الدكتور شريف خضر أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، أن مادة الكلور المستخدمة بحمامات السباحة تسبب التهابات بجلد الأذن، وتظهر في صورة إفرازات في منطقة الأذن الخارجية كلها, ويمكن أن تتحول إلي إفرازات صديدية مصحوبة بألم شديد؛ لأنه قد يؤدي في بعض الأحوال إلي وجود دمل بالأذن الخارجية. وأشار إلى أن نزول الشخص حمام السباحة وهو يعاني زكامًا أو بردًا قد يحدث خللًا في ضغط الأذن؛ لأنه يوجد فيها ما يسمي "القناة السمعية", وهي متصلة من خلف الأنف إلي الأذن ووظيفتها معادلة الضغط داخل الأذن الوسطي, وإذا حدث انسداد في هذه القناة نتيجة إصابة الشخص بالزكام أو البرد يحدث الخلل. ويؤكد أن هذه المشكلة تحدث مع الأطفال نتيجة دخول كثير من مياه الحمام في الأنف والأذن الخارجية في أثناء السباحة, وتؤدي إلي التهابات في منطقة القناة السمعية عندهم, وتكرار حدوث هذه الالتهابات يعمل على تراكم الماء أو إفرازات مخاطية خلف طبلة الأذن, فنجد أن الطفل أصبح لا يسمع جيدًا ولا يستجيب للأصوات أو النداءات من حوله بسهولة, وفي هذه الحالة يتم إجراء عملية بسيطة بتركيب أنبوبة في طبلة الأذن لمحاولة إخراج الإفرازات الموجودة خلف طبلة الأذن. وينصح دكتور شريف باستخدام سدادات للأذن حتى تمنع دخول الماء بقدر الإمكان داخل الأذن, وبذلك تمنع تراكم المياه داخل الأذن الخارجية التي تكثر بها الالتهابات الفطرية في حالة الرطوبة الناتجة عن المياه بخاصة مياه حمامات السباحة. كذلك ينصح بعدم تنظيف الأذن بعد الخروج من حمام السباحة باستخدام أصابع اليد مع الفوطة أو بوضع قطن تنظيف الأذن, بل إن أفضل الطرق الصحية والسليمة للتنظيف هي تكرار الضغط باليد علي الأذن مع الميل بالرأس ناحية الأذن التي يتم تنظيفها, وبذلك تخرج المياه المتبقية بعد الحمام, لأن أي طريقة أخري تعمل علي احتكاك جلد الأذن؛ مما يحدث معه جرح بسيط يؤدي إلي التهاب بالجلد. كما يوضح الدكتور عمرو السمرة أستاذ طب وجراحة العيون أن طريقة تعقيم حمامات السباحة باستخدام غاز الكلور ومشتقاته تعمل علي تهييج الأغشية المخاطية بجسم الإنسان، سواء كانت للعين أو الأنف؛ لذلك لابد أن يراعي استخدام نسبة الكلور المتعارف عليها دوليًا في حمامات السباحة والتأكد من عدم توقف دورة المياه؛ لأنها إذا توقفت وراء تركيز الكلور في الماء عن الحد المطلوب، سيؤدي ذلك إلي تهيج الأغشية المخاطية, ثم يتطور إلي التهاب شديد في سطح القرنية يصيب العين بعدم الإبصار المؤقت. ويؤكد أن أغلبية الشعب المصري معتاد علي التبول في حمامات السباحة في أثناء العوم ولابد من معرفة أن بعض الميكروبات الموجودة في الجهاز البولي تصل بالتالي إلي العين أو الفم، مما يصيب بما يسمي كلاميديا، وهذه الإصابة معروفة بخاصة بعد الرجوع من المصايف، لأن نسبة التلوث كبيرة في البحر مع وجود بعض الفيروسات الأخري التي تؤدي إلي الإصابة بالتهاب فيروسي في ملتحمة العين. ويشير إلي أن الاستخدام المشترك للأدوات الشخصية مثل الفوط والبرانس وغيرها, لو فرض أن العدوي لم تنتقل لشخص في عينيه، لكنها انتقلت إلي جسمه مع بعض البكتيريا الموجودة في حمام السباحة ثم استخدم الفوطة وهو بذلك نقل البكتيريا من الجسم إلي العين, لذلك ننصح باستخدام الدش قبل حمام السباحة وبعده, وبذلك نقي الآخرين من البكتيريا الموجودة علي أجسامنا قبل نزول الحمام ونقي أنفسنا بعد الخروج إذا كان قد انتقلت بكتيريا إلينا قبل استخدام الفوطة. وينصح بارتداء نظارات البحر في أثناء الغطس وإذا لم تتوافر لا يجب فتح العين تحت الماء؛ لأن التعرض المستمر للكلور حتى ولو كانت نسبته سليمة يؤدي إلي التهاب مزمن في الملتحمة، كما نري ذلك في أعين السباحين حيث تغير لون بياض العين. ويقول الدكتور سيد عبد الفتاح - طبيب أطفال - إن حمامات السباحة يمكن أن تؤدي إلي انتقال نوع خطير من الأميبا حرة الحركة تسمي نجيلاريا وهي أحد أنواع الأميبا التي تعيش خارج جسم الإنسان, وأغلب الأنواع المعروفة أو الشائعة من الأميبا هي أنتميبا هسيتوليتكا تكون متحوصلة خارج الجسم وعندما تدخل جسم الإنسان عن طريق الطعام والشراب الملوث تسبب التهابات القولون أو خراجًا في الكبد، وهذا النوع يغزو الجسم في أثناء السباحة خاصة عند القفز من أعلي حيث يندفع تيار الماء بشدة إلي داخل الجيوب الأنفية ثم تدخل الأميبا إلي الجهاز العصبي وتسبب التهابًا سحائيًا. ويطالب المسئولين عن حمامات السباحة بمراعاة المواصفات الطبية والصحية في استخدام المطهرات حول حمامات السباحة وداخلها وتغيير المياه علي فترات قصيرة منتظمة المواعيد حتي لا نعطي الفرصة لانتشار البكتيريا والطفيليات في مياه الحمام.