أشار الإعلامى طارق الشامى، إلى أن هناك ثلاثة عناصر أساسية تأصل ثقافة الشعوب، هى الإعلام والتعليم والأسرة والتنشئة، مؤكدًا أن العنصر الأسرع تأثيرًا فى المجتمع هو الإعلام، والفترة الأخيرة شهدت تنامى القنوات الدينية، وساعدت على انفراط عقد المجتمع وتقسيمه. جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده برنامج شباب الإعلاميين، بمنتدى حوار الثقافات التابع للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أمس، تحت عنوان "نشر قيم الحوار وثقافته". وأكد الشامي أننا نحتاج إلى وسيلة لضبط الإعلام الخاص، من خلال "مجلس قومى للإعلام"، لمنع أى محطة أو إذاعة أو صحيفة تبث الكراهية، وتحض على العنف وازدراء الآخر. ولفت الشامى إلى إشكالية تشكيل "المجلس القومى للإعلام" خصوصا فيما يتعلق بغلبة تيار بعينه على تيار آخر، مشيرا إلى ما يترتب على ذلك من تفريغ الفكرة من محتواها وهدفها الأساسى، محذرا من تمكن الإخوان المسلمين وفرض سيطرتهم ونفوذهم على الإعلام الخاص، مما يعد الخطر الأكبر على الإعلام المصرى، على حد قوله. وثمن الإعلامى طارق الشامى على الدور الدولى والمجتمع المدنى، فى إعادة ضبط الحوار المجتمعى، وكل ما يتعلق بقيم التسامح والمساواة والمواطنة وقبول الآخر، خصوصا أن المجتمع يشهد تنوها عرقيا وعقائديا حيث يضم أمازيغ ونوبيين وبهائيين وملحدين. وتساءل الشامى، إلى متى سيستمر الصراع الذى يشهده المجتمع حاليا؟، مؤكدا أنه إن لم نستخدم الإعلام فيما نريده من إيجابية نحو قبول الآخر وقيام المجتمع على غير تمييز فلم نقو فيما بعد على تحقيق ذلك. دعا الشامى الدولة بمؤسساتها المختلفة بمساعدة المجتمع المدنى والمثقفين إلى تصحيح أوضاع المجتمع المغلوطة، خصوصا أن انتشار تلك الأفكار والعقائد المغلوطة فى الوقت الراهن سيصعب السيطرة عليه فى وقت لاحق، مؤكدا أن ذلك سيتحقق عن طريق فهم منطلقات وثقافات الآخر وخلفياته، وعدم الاكتفاء بالصورة الذهنية الخاطئة عنه. ودعا الشامى للاحتذاء بالنموذج الماليزى، باعتبارها دولة تشهد قدر كبير من التسامح الدينى والعرقى، قائلا:" نحتاج فى بلدنا إلى هذه الثقافة التى لا تتحقق إلا بجهود سريعة من الإعلام". من جانبه أكد الدكتور رامى عطا، أستاذ الإعلام فى أكاديمية الشروق، على أهمية الحوار لتبادل الخبرات والتجارب المتراكمة ولزيادة المساحة لمشتركة بين الآخر، رافض محاولة نفى الآخر باعتبار أن الجميع على قدم المساواة. وأشار الدكتور رامى، إلى حالة التناحر والصراع فى وسائل الإعلام وتبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة ومحاولات نفى الوطنية عن الآخر لمجرد الاختلاف فى الرأى، وادعاء البعض أنهم مُلاك الحقيقة المطلقة. وأكد أن حق الاختلاف الإيجابى البناء حق إنسانى أصيل، وأنه لا غنى عن الحوار ولا بديل عنه، مشددا على دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية فى تنمية ثقافة الحوار لمواجهة دعاوى التطرف والتشتت فى إطار احترام التعددية، مضيفا أن الحوار إما ينتج عنه استمرار الحوار وتغيير الرأى، وإما التمسك به أكثر ويسفر عن مزيد من الصراع.