شهد مؤتمر المثقفون الأول الليلة، بنقابة الصحفيين، انتقادات واسعة لوزير الثقافة الجديد علاء عبد العزيز ولجماعة الإخوان المسلمين، وسط حضور معقول لرموز الحقل الأدبي والثقافي، مثل بهاء طاهر وأحمد فؤاد نجم، وإبراهيم عبد المجيد والنجم أحمد عبدالعزيز والشاعر زين العابدين فؤاد. وضم المؤتمر أيضاً عددا من قيادات وزارة الثقافة السابقين والحاليين مثل سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون وسيد خطاب الرئيس السابق لهيئة الرقابة علي المصنفات الفنية، وأحمد مجاهد الرئيس السابق للهيئة العامة للكتاب والذي أقاله الوزير الأسبوع الماضي، وحضره أيضاً حسين عبد الغني القيادي بجبهة الإنقاذ والكاتب محمد العدل، والفنان سامح الصريطي. وأصر المثقفون في مؤتمرهم علي تجاهل ذكر اسم الوزير، وتأكيد الكثير منهم علي عدم معرفتهم به، وذلك في تشديد واضح علي أن الوزير يأتي من خارج الحقل الثقافي تماماً. ويعقد المثقفون هذا المؤتمر ضمن فاعلياتهم الاحتجاجية علي تعيين علاء عبدالعزيز وزيراً للثقافة إذ يعتبرونه بمثابة إهانة لهم حيث إنه وزير مجهول -علي حد قولهم- ومن خارج الحقل الثقافي، ويفتقر للمعايير الأكاديمية والثقافية المطلوبة. وبدأ المؤتمر بوقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين شارك فيها المغني، رامي عصام وهتف المتظاهرون ضد حكم المرشد، وبدأت فاعليات المؤتمر بالدور الرابع بالنقابة بالوقوف دقيقة حداداً علي شهداء الثورة، وألقي محمد محسين نشيد بلادي بلادي. وقال المثقفون إن وزير الثقافة الجديد يهدف إلي تدمير الثقافة المصرية وتجريفها، وجرجرة الدولة الظلام. وقال جمال فهمي، وكيل نقابة الصحفيين إن الإخوان المسلمين يريدون إلغاء الثقافة من الأساس فهم لا يريدون حتي صناعة ثقافة منحطة ولكن إلغاءها تماماً فهم يكرهون الثقافة والتعليم. وقال الأديب بهاء طاهر، إن المشكلة ليست في وزير الثقافة وإنما في من عينه، مؤكداً أن مشكلة المثقفين ليست مع هذا الوزير ولكن مع القيادة السياسية التي أتت به. وأضاف طاهر رداً علي هتاف الموجودين بالقاعة ضد حكم المرشد قائلاً:"إذا كان حكم المرشد سيأتي لنا بهذه المصائب فيجب أن نتصدي له بكل قوة". وذكر طاهر بالهجوم الذي تعرض له المثقفون في السبعينيات في عهد الرئيس السادات ومجلة الجديد التي كانت تشن هجوماً ضارياً علي نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس. وقال طاهر:"الآن لا أحد يتذكر تلك المجلة ولكن يبقي محفوظ وإدريس والإبداع". وقال الفنان سامح الصريطي الذي ألقي بيان نقابة الفنون التمثيلية، إن جماعة الإخوان المسلمين لن تقدر أن تحجب عن هذا الشعب "نور الله ونور الحقيقة". وألقي الكاتب والسيناريست محمد العدل، بيان جبهة الإبداع الذي أكد رفض الجبهة لوجود الوزير علي رأس الوزارة، وكذلك ألقي المخرج المسرحي، محمد أبو العلا السلاموني، بيان لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة، والذي أكد رفض اللجنة حضور الوزير مؤتمر المسرح الاثنين المقبل. من جانبه قال أحمد مجاهد، الرئيس السابق للهيئة العامة للكتاب، والذي أقاله الوزير قبل أسبوعين، إن الإخوان المسلمين لا يريدون أخونة وزارة الثقافة لأنهم ببساطة لا يملكون مشروعاً ثقافياً بديلاً ولم يفعلوا ذلك عبر التاريخ ولكنهم يريدون تجريف الثقافة المصرية عبر تقليص الميزانيات المخصصة للوزارة وبيع المؤسسات الثقافية. وطالب مجاهد بأن تعقد فاعليات المثقفين ومؤتمراتهم بعد ذلك بالمجلس الأعلي للثقافة. وألقي الشاعر أحمد فؤاد نجم بعضاً من قصائده علي الحضور، منتقداً وزير الثقافة الجديد والحكام العرب من المحيط إلي الخليج.