كشف الناقد الدكتور جابر عصفور عن قرب انتهائه من كتاب جديد عن الشاعر الراحل، أمل دنقل، والكتاب الجديد بحسب عصفور، هو دراسة نصية في قصائد أمل دنقل ومقارنته بعدد من الشعراء العرب. وتوقع عصفور الذي رفض الإفصاح أكثر عن مضمون الكتاب ومحتوياته أن يصدر الكتاب قريبًا. وينقسم الكتاب إلي جزئين رئيسيين الأول يتضمن تحليلاً نصيًا لمسار تجربة أمل دنقل الشعرية من يدوانه الأول "مقتل القمر"، وحتي ديوانه الأخير "أوراق الغرفة رقم 8" وكذلك يتضمن مسودات لقصائد لم تنشر لأمل دنقل والجزء الثاني سرد مطول للعلاقة الشخصية التي ربطت بين جابر عصفور وأمل دنقل منذ نهاية الستينيات وحتي ليلة رحيل أمل في مايو 1983. واعتبر عصفور في تصريحات ل"بوابة الأهرام"، أن دنقل هو شاعر الوطنية المصرية، خاصة وأن قصائده لازالت تجسد الحاضر الذي نعيش فيه مستشهداً بقصائد دنقل "أغنية الكعكة الحجرية"، التي كتبها دنقل عن مظاهرات ميدان التحرير عام 1972، والتي تجسد مظاهرات ثورة 25 يناير بالضبط، كما يقول عصفور وقصيدة "لا تصالح" التي اعتبرها عصفور رفضاً للتصالح مع أي أيديولوجيا تعادي فكرة الوطن، وجسدت فكرة الوطنية والقومية التي كانت حاضرة في أعماله بقوة، وهي فكرة راهنة بأكثر من كثير مما يطرح الآن. ولفت عصفور إلي مقولة دنقل "الأرض تطوي في بساط النفط"، والتي يراها عصفور تعبيراً عن القوة الشعرية والمعاصرة لدنقل الذي نقرأ قصائده بعد أكثر من ثلاثين عامًا من رحيله وكأنها كتبت بالأمس، وأيضًا أشار عصفور إلي كراهية دنقل للتمسح بالدين والمتشدقين به، وقصيدته "مقابلة مع مع ابن نوح"، والتي أكد فيها ضرورة البقاء في الوطن وليس اليأس والرحيل منه بحثًا عن مستقبل أفضل خارجه. وإن كانت تلك المعاصرة التي تميز قصائد دنقل تدل علي شيء فهو أن دنقل كان شاعر الوطنية المصرية المعاصرة بحق.