أحيا، مساء أمس الأحد، بيت الشعر الذكرى ال28 على رحيل الشاعر أمل دنقل، وحضر الاحتفالية كبار الشعراء، منهم أحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد إبراهيم أبو سنة، وفاروق شوشة، والناقد محمد عبد المطلب، ومحمد سليمان، وأحمد عنتر مصطفى، وحلمي سالم، الذي قام بإدارة الاحتفالية، والفنان سامح الصريطي. قدم الشاعر حلمي سالم الاحتفالية، واصفا أمل دنقل بالشاعر الغائب الحاضر، قائلا: إن دنقل هو الذي يحتفي بنا وليس نحن ما نختفي به، يحتفي بالشعر وبالحياة، فهذا مساء على جناحي أمل دنقل، مضيفا، أن دنقل حاضر بيننا في إدانته للجيوش العربية، حين لا توجه سلاحها للعدو وإنما توجهه إلى صدور أبنائها، ثم ألقى أبيات لدنقل قائلا: "إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء لا تقتل الأعداء، وإنما تقتلنا إذا رفعنا صوتنا جهارا تقتلنا وتقتل الصغار". وبدأت الاحتفالية بعرض فيلم تسجيلي بعنوان "حديث الغرفة رقم 8" عن حياة أمل دنقل، من إخراج ومونتاج الفنانة عطيات الأبنودي، فقد روى الفيلم ميلاد دنقل، وفقا لشهادة أمه التي كانت ترى فيه منذ صغره بأنه سيصبح يوما ما شاعرا، وكذلك مر الفيلم بمحطات نضوج الشاعر أمل دنقل وزواجه بالكاتبة الصحفية عبلة الرويني، وكذلك تم عرض شهادة دنقل عن الشعر والحياة الثقافية، ثم انتهى عند مشهد لقبر أمل دنقل، الذي رحل تاركا شعرا سيظل يخلده للأبد. جاءت كلمة أحمد عبد المعطي حجازي عن دنقل في أبيات شعرية تقول، "أتى دنقل لابسا كفنا، ومشى في المدينة يمسح أركانها وفي غافلة متلألأة ولا تزال"، ثم جاءت كلمة فاروق شوشة، الذي ألقى تحية لدنقل بقراءة قصيدة "الكعكة الحجرية"، وتابع، قائلا: "أتصور أن دنقل كان يرى بعيني زرقاء اليمامة ما سوف يحدث في ميدان التحرير بعد 35 عاما من كتابة قصيدة الكعكة الحجرية، فصاغ قصيدته، ولكن قيمتها الحقيقية أنها تجددت في 25 يناير، فالكعكة هناك والشباب الثائر ما زال حولها، فكان دنقل هو الرائي الذي رأى على مسيرة 40 عاما قادمة"، وألقى الناقد محمد عبد المطلب لمحة نقدية، قائلا: "كلما قرأت دنقل اكتشفت كيف كانت البنية الدرامية لديه، كما أن شعر دنقل يمتلك الذائقة النقدية بجانب امتلاكه للذائقة الشعرية"، كما قام محمد إبراهيم أبو سنة بتحية دنقل من خلال قراءة قصيدة له بعنوان "من مذكرات المتنبي"، وقام الفنان سامح الصريطي بإلقاء قصيدة دنقل الشهيرة "لا تصالح"، وقام أحمد عنتر مصطفى بإلقاء قصيدة بعنوان "افتتاحية النار"، واختتم الندوة الشاعر محمد سليمان، ملقيا إحدى قصائد دنقل "سفر ألف دال".