شهد الرئيس حسني مبارك رئيس الجمهورية الاحتفال الرسمي الذي أقامته وزارة الداخلية صباح اليوم، وأكد حبيب العادلي وزير الداخلية أن العالم يشهد أشكالًا مختلفة من العشوائيات الإرهابية التى يمكن أن تسبب حالة ارتباك غير مسبوقة على المستوى الدولي. حضر الاحتفال الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، والعديد من الوزراء والقيادات الشعبية والتنفيذية، ورؤساء الأحزاب السياسية، وقيادات العمل الأمني، وممثلو هيئة الشرطة بأكملها. بدأ الأحتفال بوصول الرئيس مبارك إلي أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، حيث كان في استقباله السيد حبيب العادلي وأعضاء المجلس الأعلي لهيئة الشرطة، وتفقد الرئيس في طريقه إلي مجمع الاحتفالات والمؤتمرات المنشآت الجديدة بأكاديمية الشرطة. قام الرئيس مبارك في بداية الاحتفال بوضع أكليل من الزهور علي النصب التذكاري لشهداء الشرطة، والكائن بمقر الأكاديمية بالقاهرة الجديدة، ثم توجه الرئيس عقب ذلك إلي قاعة الاجتماعات الكبري، حيث التقي مع أعضاء المجلس الأعلي الشرطة بصفته الرئيس الأعلي لهيئة الشرطة. استعرض السيد حبيب العادلي خلال الاجتماع الإنجازات والقضايا الأمنية، وما توصلت إليه جهود رجال الشرطة خلال العام الماضي، وكذلك الإجراءات والخطط الاستراتيجية لمواجهة التحديات الأمنية خلال الفترة الراهنة، وبعد مرور نحو ساعة ونصف الساعة تقريباً، توجه الرئيس مبارك إلي مجمع الاحتفالات حيث استقبله أبناؤه ضباط الشرطة بالتصفيق الحاد، وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، قام بعدها السيد حبيب العادلي بإلقاء كلمته وهذا نصها: كل الترحيب بمشاركتكم.. وعميق الإجلال والتقدير بتشريفكم سيادة الرئيس إحتفال رجال الشرطة بذكرى الخامس والعشرين من يناير.. إحياء لذكرى ناصعة فى تاريخ الوطنية المصرية .. تتواصل معها قيم الانتماء لوطن غالٍ عز دوماً على كا غاصب أو متآمر ... ذكرى تتجدد معها فى قلوب رجال الشرطة .. معانى التضحية من أجل وطن أبى .. يؤكدون ولائهم للدستور بعقيدة ترسخت عبر قرون فى وجدان كل مصرى ركيزتها التكاتف فى قلب نسيج وطنى واحد دون تمييز من أجل الاستقرار والبناء والتحضر . إحتفال يواكب الإعلان عن مرحلة جديدة إستكمالاً لمسيرة الإصلاح يحتشد الشعب من أجلها بقيادتكم سيادة الرئيس .. راعياً لمكانة الوطن وسيادته ومصالحه العليا . مرحلة جديدة تتعاظم فيها الآمال كما تشتد فيها التحديات .. يتكاتف من أجلها أبناء الوطن بكل عزم وإصرار .. بخطى لا يشوبها التردد نحو مستقبل تتسع آفاقه لمكانة مصر وطموحات شعبها . وستظل طموحات أبناء الوطن فى مجرى مسيرة التنمية والإصلاح .. سامية فوق محاولات إثارة الفتن .. يصونها دستور أعلى مبادئ العدل والمساواة والمواطنة وأرسى حرية الرأى والعقيدة . فى هذه الذكرى يجدد رجال الشرطة العهد بإسهام جادٍ من أجل صون أمن مصر القومى وحماية أمن وسكينة المواطن وقيم المجتمع ونظامه العام .. ومن أجل ترسيخ دعائم الدولة المدنية . يواجهون تهديدات جولة جديدة على مستوى العالم لظاهرة ينسج الإرهاب وشاحها الأسود .. تحيط به رياح السموم للتطرف والتعصب . السيد الرئيس .. السادة الحضور.. لقد تخيرت مصر بقيادتكم سيادة الرئيس مسار التطور والتحديث.. خياراً لا بديل عنه .. يتدفق بإرادة وطنية هادرة تجرف فى مجراها كل عثرة .. وكل محاولة لتشتيت الخطى أو إثارة الفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع ومكوناته . إرادة متوحدة تحفظ للمسيرة انطلاقها وطاقتها وتذود عنها ضد كل تهديد يهدف إلى النيل منها . إن الجريمة الإرهابية التى روعت الإسكندرية مع بدء العام الميلادى .. بقدر ما أوجعت ضمير الأمة .. بقدر ما تعاظم معها العزم على حماية وحدة النسيج الوطنى .. إدراكاً أن تلك الجريمة استهدفت مصر بأثرها ... ونؤكد لمن تورطوا فى هذا العمل الدنيء ومن يدعمهم .. إن لم يكن أجهاض محاولاتكم السابقة رادعا لكم .. فلن يفلت آثم من العقاب . وإن ظن عناصر تنظيم جيش الإسلام الفلسطينى المرتبطة بتنظيم القاعدة أنهم قد تخفوا وراء عناصر تم تجنيدها فقد تأكد بالدليل القاطع تورطهم الدنئ فى التخطيط والتنفيذ لهذا العمل الإرهابى الخسيس الذى راح ضحيته شهداء على ارض مصر التى قدمت آلاف الشهداء من أبنائها دفاعاً عن القضية الفلسطينية. ولن تنال أعمال إرهابية خسيسة .. من إرادة أمة بعراقة مصر تأصلت فى وجدان شعبها عبر قرون مبادئ الوسطية وقيم التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والإرهاب .. وتمكن رجال الشرطة عبر سنوات فى المواجهات الشرسة .. من إقتلاع جذور الإرهاب والتصدى بجسارة لمخاطره .. أعلوا خلالها قيم التضحية ولاء للواجب حتى الشهادة ... مواجهات تصدوا خلالها لمحاولات إشاعة الفوضى وخلخلة كيان المجتمع وتقويض أركان الشرعية الدستورية .. واستهداف مؤسساتها ورموزها دون تفرقة أو تمييز . لن يهن عزم رجال الشرطة .. متسلحين باليقظة والحزم فى إجهاض أى محاولة آثمة لنشر الإرهاب على أرض الكنانة . ولا تهاون إزاء تيارات التطرف والتعصب .. التى تروج للفتنة وتمهد السبيل أمام الإرهاب .. وتتسلل من خلالها تهديدات خارجية إلى جسد الوطن ووجدانه . السيد الرئيس .. السادة الحضور: إن رجال الشرطة أوفياء لعهدهم .. أمناء على رسالتهم .. دعماً لمقومات استقرار الوطن .. ذلك الاستقرار الذى أرسيتم سيادة الرئيس دعائمه وسط أجواء عاصفة وتحديات جسام .. تحديات آليتم معها إلا وأن تكونوا مع جموع الشعب .. استجابة لإرادتهم وخيارهم . ويؤكد رجال الشرطة على أنهم على نهج البذل والتضحية مدركون جسامة مهامهم .. على يقين بأنه لاتهاون أو تفريط فى مقتضيات الشرعية الدستورية وإنفاذ القانون .. إزاء إصرار فئة أو أخرى على استثارة مشاعر الجماهير بأفكار متطرفة ومضللة .. بدعم من قوى مشبوهة الهوية والقصد . هم على ولائهم وعهدهم لم يتخلفوا يوما عن واجبهم .. ضحوا بأرواحهم ..متفانين بعطائهم ولن يحيدوا يوما عن مسارهم من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره .. لقد توهم البعض أن نهج التحريض والإثارة سوف يفتح الأبواب المغلقة أمام مقاصدهم نحو إشاعة التفكك والفوضى والسعى لاختلاق مواقف تصادمية .. ولكن الشعب نبذهم .. إذ كان دوما بوعيه وأصالته مدركا أن السبيل نحو غد أفضل لن يكون أبدا على حساب المصالح العليا للوطن واستقرار أرجائه .. السيد الرئيس .. السادة الحضور: فى عالم يزداد اضطرابا ... سادته الصراعات و غطرسة القوة .. وغابت عن أرجائه البصيرة ومبادئ العد والمساواة.. أصبحت المجتمعات المعاصرة توصف بكونها "مجتمعات مخاطر " ..مما أوجب دعما مستمرا لتطوير منظومات وآليات العمل الأمنى... وحشدا لفاعليات المواجهة لأنشطة إجرامية تزداد خطورة وعنفا . لقد تزايدت مخاطر الجريمة المنظمة عابرة الحدود وتداخلت جرائم الإرهاب والاتجار بالمخدرات والسلاح وغسل الأموال .. في إطار متشابك من الأنشطة السرية لمنظمات إجرامية . فما زالت جريمة الإرهاب هي الأشد تعقيداً وخطورة على مستوى العالم .. وفي ظل إستثمارها فجوات الإستقرار المتزايدة نتيجة لنزاعات وصدامات دامية بمناطق متفرقة بالعالم .. مما أتاح للبؤر الإرهابية أن تنتشر وتحاصر منطقة الشرق الأوسط وتخترق بعض أرجائه .. ولا نرى مبالغة حين نؤكد توقعات بأن العالم يتقدم نحو أشكال مختلفة من العشوائيات الإرهابية التى يمكن أن تسبب حالة ارتباك غير مسبوقة على المستوى الدولي . من أجل ذلك أصبحت الدواعي الأمنية تفرض أولوياتها .. في مواجهة مخاطر جسام لتلك الظاهرة التى تواصلت حلقاتها عبر عقود.. وتبددت تحت وطأتها طاقة بعض الأوطان وتشتت خطاها . السيد الرئيس ..السادة الحضور: يبقى التاريخ بمثابة الشعلة التى تضىء لنا الطريق نحو المستقبل , زاداً لا ينضب .. وطاقة متجددة تدفع للمضي على درب التقدم والنماء . وإن رجال الشرطة ملتزمون بنهج أرسيتموه .. بأن تمضي المسيرة قوية .. توجب كل عزم وتضحية . وستبقى مصر يقيادتكم سيادة الرئيس .. قادرة بعون من الله سبحانه .. على مواجهة التحديات انطلاقا من الثوابت الوطنية والقومية . رعى الله مصر وحفظكم لها قائدا وزعيما.