بدأت اليوم الأربعاء فعاليات مؤتمر "اليسار والثورات العربية"، الذي يعقد على مدى يومين بالقاهرة، تحت رعاية "منتدى البدائل العربي للدراسات، ويرأس جلساته كل من المعارض السوري منصور الأتاسي، والمفكر السياسي عبد الله العكري، والحقوقى خالد على، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية. وقال محمد العجاتي، المدير التنفيذي لمنتدى البدائل العربي، إن المؤتمر سيناقش تحولات اليسار العربي ومستقبله وعلاقته بثورات الربيع العربي، خصوصا بعد توقعات بصعود اليسار بالمنطقة العربية، على إثر مطالبة الثورات العربية بالعدالة الاجتماعية، جنبًا إلى جنب مع مطالب الحرية السياسية، ومخالفة اليسار لتلك التوقعات، فى ظل صعود اليمين الديني، مما دفع رموز اليسار بالمنطقة العربية من كتاب وسياسيين لدراسة آليات تصحيح المسار وإشكاليات التنظيم والحركة من أجل طرح رؤى تنظيمية ليسار ما بعد الثورات، فضلًا عن تفعيل العمل المشترك بين اليسار العربي، واختيار فريق عمل في نهاية المؤتمر من أجل المتابعة. وقال العجاتي: "يقدم المؤتمر دراسات حالة حول مشاركة اليسار في ثورات الربيع العربي، ومحاولات إعادة التنظيم وتصحيح المسار في 6 دول هي مصر، وتونس، واليمن، وسوريا، والبحرين، والسودان". من جانبه اعتبر الباحث السياسي أيمن عبد المعطي أن صعود اليمين الديني إلى رأس السلطة في مصر يرجع إلى عدة عوامل لعل أهمها تناقضات المشهد السياسي المصري، فرغم ترديد الجماهير لمفردات الأجندة اليسارية الداعية لمجتمع العدالة والتغيير الشامل والتنمية المستقلة والانحياز للكادحين والفقراء في الميادين العامة وقلب ميدان التحرير، إلا أن اليسار بسبب عدم وجود تنظيم واسع لم يستطع طرح نفسه كقوة منظمة تسعى إلى جذب هذه الجماهير وتقودها في ثورتها ذات الطابع اليساري في مطالبها". ولفت المناضل الفلسطينى سلامة كيلة إلى ضرورة التفرقة بين اليسار والليبرالية و"النيوليبرالية"، معتبرا أن الثورات العربية يجب أن تكون يسارية بامتياز إذا أرادت أن تنتصر، نظرا لكون تأسيسها بدأ منذ عام 2008 الذى شهد موجة تأسيس ثورات أكثر عمقا ضد السياسات الاجتماعية والاقتصادية تسعى لأن تغير النمط الاقتصادى جذريا. وشدد الأكاديمى الإيطالى جنارو جرفاريو، أستاذ دراسات الشرق الأوسط على ضرورة أن تكون لليسار رؤية محددة ترتبط بمسار الحراك الشعبي، وأن يستغل افتقار التيارات الدينية لرؤية محددة ومشروع واضح عبر تقديم بديل واقعى. وأشاد وائل جمال، القيادى بحزب التحالف الشعبي الاشتراكى بدور العمال، لافتا إلى أن الثورة تكتسب أرضا جديدة فى كل يوم وأن المعركة الاجتماعية هى المدخل الأساسي لكل المعارك الآخرى. وأكدت نبيلة منيب، أمين عام الحزب الاشتراكي الموحد بالمغرب على ضرورة إعادة تأسيس اليسار العربي ومشروع حداثى اشتراكى ديمقراطى، مشيرة إلى تخبط التيارات الإسلامية وافتقادها لمشروع يلبي طموحات الشعوب العربية، بحسب قولها. ووجه اليسارى اللبنانى فواز طرابلسي انتقادات لاذعة لليسار بشأن انتقاداته للتيارات الدينية ورؤيته لممارسة الديمقراطية وميله للنخبوية، مفرقا بين الديمقراطية التعددية والتشاركية والليبرالية التعددية.