يعرقل تحالف مفاجئ بين اليمين المتشدد والوسط في إسرائيل جهود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرامية لتشكيل حكومة جديدة حيث يرفض هذا التحالف منح مزايا لليهود المتدينين. وبعد شهر من إجراء الانتخابات الإسرائيلية لايزال نتنياهو عاجزا عن تشكيل ائتلاف حكومي جديد ويجد صعوبة في تحقيق آماله بشأن استقطاب الشركاء التقليديين في الحكومة من الأحزاب الدينية المتشددة بسبب اتفاق بين النجمين الصاعدين يائير لابيد ونافتالي بينيت. وجاء لابيد المذيع التلفزيوني السابق الذي يترأس حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الوسطي وبينيت الزعيم المليونير لحزب البيت اليهودي الذي ينتمي إلى اليمن المتشدد في المرتبتين الثانية والرابعة في الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت يوم 22 يناير. ومن العوامل التي دعمت لابيد وبينيت في الانتخابات معارضتهما للإعفاء الشامل من الخدمة العسكرية الذي يتمتع به اليهود المتدينون. ويشغل حزباهما 31 مقعدا من أصل 120 مقعدا في البرلمان وهي حصة لها دور مؤثر في تشكيل الحكومة. وحصدت قائمة ليكود-بيتنا اليمينية بزعامة نتنياهو نفس عدد المقاعد لتفوز في الانتخابات ولكن بنسبة أقل من المتوقع مما يزعزع موقفه في الوقت الذي يسعى فيه للحصول على فترة ولاية ثالثة. واكتسب لابيد (49 عاما) شعبية واسعة بين الناخبين الشباب والعلمانيين، ودعا إلى محادثات سلام مع الفلسطينيين، أما بينيت (40 عاما) فيرفض إقامة أي دولة فلسطينية في المستقبل ويحظى بشعبية قوية بين المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة. ورغم انتمائهما إلى طيفين مختلفين من الأطياف السياسية يتفق الزعيمان على ضرورة "تقاسم العبء الوطني" ويرفضان منح مزايا لليهود المتدينين. ويقول كلا الرجلين إنه لن ينضم إلى حكومة بقيادة نتنياهو دون الآخر، وفيما عدا حدوث أي تغيير جذري في المشهد السياسي الراهن يحتاج نتنياهو إلى دعم أحدهما على الأقل للحصول على أغلبية في البرلمان. وكتب بينيت على صفحته بموقع فيس بوك اليوم الأحد "كلمتي سيف على رقبتي" متعهدا بالتزام اتفاقه مع لابيد.. هذا الموقف يجعل الأحزاب الدينية خارج أي حكومة محتملة مما يبدد آمال نتنياهو في تشكيل ائتلاف واسع يضم حلفاء أيدوا سياساته ويتلقون تمويلات سخية من الدولة للمؤسسات الدينية. وقال نتنياهو أمس السبت "السبب الرئيسي في عدم انتهائي من تشكيل حكومة هو أن هناك مقاطعة من أحد القطاعات في إسرائيل وهذا غير مقبول من وجهة نظري" متهما لابيد وبينيت بأنهما خذلا اليهود المتدينين. وأدلى نتنياهو (63 عاما) بتصريحاته أثناء لقاء رسمي مع الرئيس شمعون بيريس الذي وافق على طلب رئيس الوزراء بمنحه مزيدا من الوقت لتشكيل الحكومة. وانتهت الفترة المتاحة لتشكيل الحكومة بالفعل وهي 28 يوما وحصل نتنياهو على 14 يوما إضافيا. وإذا فشل رئيس الوزراء في كسر الجمود الذي أصاب محادثات تشكيل الحكومة بحلول 16 مارس آذار يمكن لبيريس حينها اختيار مرشح آخر لتشكيلها أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة. وقال لابيد على صفحته بموقع فيس بوك إنه لا يعتقد أن حليفي نتنياهو المتشددين وهما حزبا شاس والتوراة اليهودي المتحد يمكن أن ينضما إلى حكومة تريد إجراء تعديلات جوهرية على المزايا التي تمنحها الدولة للمتدينين. وكتب لابيد عن الأحزاب الدينية قائلا "يضطر السياسيون أحيانا إلى دفع ثمن معتقداتهم، وفي النهاية لن تكون هناك مأساة إذا جلسا في صفوف المعارضة خلال فترة الولاية المقبلة".