القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - أسفرت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية في إسرائيل، الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية، والتي أجريت يوم أمس الثلاثاء، وصوّت فيها3,616,947 إسرائيليا- عن نتيجة تعادل بين أصوات كتلتي اليمين واليسار - الوسط في إسرائيل، حسب تقسيم الإعلام الإسرائيلي، وقد حصلت كل كتلة على 60 مقعدا. وتُدخل نتيجة التعادل الأحزاب الإسرائيلية إلى دوامة سياسية من ناحية تشكيل ائتلاف حكومي، ولا سيما اللاعبين السياسيين المركزيين في النظام السياسي الإسرائيلي، وهم حسب نتائج الانتخابات: "الليكود بيتنا" برئاسة بنيامين نتنياهو 31 مقعدا، "يش عتيد" برئاسة يائير لابيد 19 مقعدا، والأحزاب الدينية 18 مقعدا. ووفق النظام السياسي الإسرائيلي، سيفوّض رئيس الدولة شمعون بيريس، بعد أن يقيم مشاورات مع ممثلي الأحزاب التي فازت بمقاعد الكنيست، عضو كنسيت إلى إقامة حكومة، ومن المرجح أنه بنيامين نتنياهو، خلال مدة حدها الأقصى 42 يوما، ويُشترط فيها أن يفلح نتنياهو في الحصول على أغلبية في مقاعد الكنيست وحدها الأدنى 61 مقعدا. وأجمع المحللون السياسيون في إسرائيل على فرضيتين، الأولى هي أن يائير لابيد هو اللاعب المركزي فيما يتعلق بالائتلاف الحكومي، وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتصل بلابيد وهنأه، وقال إنه يعتبره "شريك أول وحقيقي". والفرضية الثانية هي أن خطة نتنياهو خوض الانتخابات في قائمة مشتركة مع حزب افيغدور ليبرمان، وفي ذلك الحصول على 40 مقعدا وما فوق، باءت بالفشل، وقد أضحى نتنياهو ضعيفا، وخصومه أقوياء. ولكن معظم المحللين السياسيين يتفقون على أن نتنياهو سيكون رئيس الحكومة القادمة، ويحصر هؤلاء الائتلاف الحكومي في ثلاثة سيناريوهات: الأول هو أن يتحالف نتنياهو مع يائير لابيد ونفتالي بينيت، من دون الأحزاب الدينية، مشكلا حكومة وسطية تتألف من 67 مقعدا. ويقول المحللون إن حكومة كهذه ممكن أن تحقق تغييرا حقيقيا في المجتمع الإسرائيلي، خاصة أن القوات المتحدة هي علمانية ولن تكون عرضة لابتزاز الأحزاب الدينية، لكنها قد تسبب إلى حالة غليان لدى الأوساط الدينية، وتشعل احتجاجا شعبيا كبيرا من طرفهم.
السيناريو الثاني هو أن يلجأ نتنياهو إلى الأحزاب الدينية من دون لابيد، ويشكل حكومة يمينية ضيّقة تتألف من 60 مقعدا، ويقول المحللون إن حكومة كهذه ستعاني من عجز في أداء مهماتها التشريعية ولن تجلب الاستقرار في الحكم، في وجه معارضة واسعة وقوية، وستواجه عزلة عالمية بسبب طابعها الديني- القومي، مع أنها ستحظى داخليا إلى تأييد الشارع اليميني. ويبقى السيناريو الأخير، وهو أن يفلح نتنياهو في إقامة حكومة موسّعة، تشمل لابيد والأحزاب الدينية تتألف من 85 مقعدا. ويقول المحللون إن حكومة من هذا النوع، إن قامت، ستحوي بداخلها عناصر متناقضة، وسرعان ما ستنشب حربا بين الأحزاب العلمانية – الليبرالية، والأطراف المتدينة، لا سيما في مسائل تتعلق بتجنيد "الحريديم" (اليهود المتدينين)، الذين لا يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي، منهمكين في دراسة التوراة. وثمة محللون يفكرون خارج الإطار اليميني، ويتحدثون عن إمكانية تشكيل حكومة يسارية – دينية ويفترضون أن يائير لابيد، وحزب "العمل"، وأحزابا وسطية، يمكنهم أن يجلسوا مع الأحزاب الدينية، مشكلين بذلك حكومة تتألف من 64 مقعدا. ولكن السيناريو الأخير مستبعد، علما أن الأحزاب الدينية وبعض الأحزاب اليسارية مثل: ميرتس، والتي حصلت على 6 مقاعد، هما على طرفي نقيض، خاصة فيما يتعلق بالحريات الشخصية ومسائل فصل الدين عن الدولة. إضافة إلى ذلك، غالبا ما توصي الأحزاب الدينية على زعماء كتلة اليمين في إسرائيل، وتتحالف معها.