مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، شهدت السوق المصرية تزايدًا كبيرًا في ظاهرة الدولرة، حيث أقبل المستثمرون على شراء العملة الأمريكية كمخزون للقيمة، مما تسبب في نقص شديد بالسيولة المعروضة بشركات الصرافة. وتباين سعر "الدولار" في سوق الصرافة بصورة كبيرة، اليوم، حيث بلغ مستوى 6.16 جنيه للشراء، أما البيع فتراوح بين 6.19 جنيه و6.22 جنيه، ليظل عند أعلى مستوى له منذ عام في عام 2003. وقفز سعر الدولار أمام الجنيه المصري خلال شهر نوفمبر الماضي بمعدل سنوي 2.2%، ومعدل شهري 0.2%.، وفقًا للنشرة الشهرية للمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. وقال وائل محسن، خبير الصرافة، إن السوق تشهد حالة من الدولرة، حيث يقبل المستثمرون على شراء العملة الأمريكية ويرفض الذين يمتلكونها التصرف فيها انتظارًا لارتفاع قيمتها في المستقبل، فالبنسبة للمستثمر.. لماذا يفرط فيما لديه الآن طالما توجد توقعات بارتفاعه مستقبلاً؟ وتحدث متعاملون بسوق الصرافة عن إنفاق البنك المركزي أكثر من 20 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية لدعم الجنيه، منذ ثوره 25 يناير، إلا أن البنك المركزي يؤكد أنه لا يستهدف التاثير علي قيمة العملة والاحتياطي، وأنه يتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر عندما يجد هناك مضاربات مبالغ فيها علي الجنيه. وقال محمد الأبيض، رئيس الشعبة العامة للصرافة باتحاد الغرف التجارية، إن هناك نقصًا حادًا من المعروض بالدولار، بالسوق فشركات الصرافة لاتحصل عليه إلا من البنوك التي تعاقدت معها تقريبًا، مشيرًا إلى تزايد ظاهرة الدولرة بالسوق بشكل محلوظ، لافتًا إلى أن السوق تشهد حالة من الركود الشديد. وأمام نقص الدولار، لجأت بنوك مصرية إلى السحب من أرصدتها بالعملة الأجنبية الموجودة بالخارج، حيث شهد مطار القاهرة الدولي أمس الأول الأحد وصول 50 مليون دولار قادمة من سويسرا لصالح أحد البنوك الوطنية، بعد يومين من وصول 75 مليون دولار قادمة من سويسرا لصالح بنوك عامة. من جهة أخرى، بلغ اليورو بسوق الصرافة مستوى 8.15 جنيه للشراء و8.18 للبيع اليوم، فيما بلغ الجنيه الاسترليني مستوى 10 جنيهات للشراء و10.04 جنيه للبيع، لتظل العملتان عند أعلى معدل لهما فيما يزيد على 6 أشهر، أما في تعاملات البنوك فبلغت العملة الأوروبية الموحدة مستوى 8.09 للبيع و8.28 جنيه للشراء، والعملة البريطانية مستوى 9.90 جنيه للبيع و10.09 جنيه للشراء.