عدد كبير من المواطنين اختار "بوابة الأهرام" لتكون وسيلته الرئيسية للتعبير عن وجهة نظر كل منهم فى أحداث الإسكندرية وتوصيل الرسالة إلى كل من يهمه الأمر. ومن خلال الرسائل والتعليقات التى وصلت إلى "بوابة الأهرام" أمكن التعرف على جانب من نبض الشارع المصرى الحقيقى وعلى توجهات الرأى العام.اختلفت التعليقات في تحليل الآراء وتحديد السبب وراء الحادث الأليم ولكنهم اتفقوا جميعا في شعورهم بالألم وأن جرحهم واحد. كانت التعليقات بسيطة تحمل في طياتها معاني كبيرة. هذه التعليقات رسمت صورة لما يجيش في صدور المصريين وظلت شاهدا علي وجهات نظرهم. كان من بين هذه التعليقات رسالة الطفل عبدالله الذي طلب من والدته كتابة رسالة يخبر فيها العالم كله أنه يحب ستيفن صديقه وصاحبه المسيحي، حيث قال: "أنا عبدالله عندى 7 سنين و فى أولي إبتدائى ومش أنا اللي بأكتب التعليق ولكنها ماما،" أنا فى مدرسة فيكتوريا كولدج وصاحبي وحبيبي الذي يجلس بجواري اسمه ستيفن وأنا أحبه جدا. لما ماما تكن مشغولة كانت مامته (تانت ماري) تاخدني أنا وستيفن وتمسك كل واحد من بيد، وتوصلنى لبيتى.. أنا أحبها جدا وأحب ستيفن صاحبى فأنا ألعب معه وآكل معه وأطلع الأول معه. هو أهلاوى وأنا زملكاوى لكن فى ماتشات مصر، أنا وهو بنكون مع منتخب مصر، وهو يشجع عمرو زكى وأنا أشجع أبوتريكة. ستيفن يذهب إلى كنيسته أمام الجامع اللي بأصلي فيه. وفي طابور الصباح نغنى أحلى نشيد فى الوجود .. بلادى بلادى.. لك حبى وفؤادى، ونحيي علم مصر ونقول تحيا جمهوريه مصر العربية ولكنه حزين جدا من اللي حصل و الحمد لله صاحبى كان فى الكنيسه وربنا نجاه لأني أحبه. وبكره فيه امتحان وأنا خائف جدا من أن يكون ستيفن لم يذاكر بسبب حادثة الكنيسة. "يارب أنا وهو نفضل أصحاب ونروح كليه الطب مع بعض ". أما نعيمة الطالبة بالمدرسة الثانوية فقالت “يوجد فى فصلى عشر طالبات مسيحيات يعاملننى بشكل جميل ومنهن صديقات لي وأنا أقدم العزاء لهن ومن رأيي أن من وراء هذاالحادث جماعه يهود إسرائيليين حاقدين علينا وعلى اتحادنا مع بعضنا. وتحكي أخري عن قصتها مع جيرانها المسيحيين فتقول: "أنا مسلمة وجارى مسيحى وعندما توفى والدى كانوا هم أول يد تمسح دمعتنا تربت على أخواتى اليتامى. وعندما كنا صغارا نلعب الكرة كان يطل من الشباك جارى المسلم يزعق فينا بسبب الدوشه ولكن كان جارى المسيحى يقول له : ( دول أطفال خليهم يتبسطوا ) كما أن صديقتى المفضلة مسيحية وأسرارها معي وأسرارى معها . جاء لنا تعليق باسم خالد سعيد يبث آلامه في أشعاره في قصيدة عامية حيث قال: قولوا أمين قوموا نصلى يا مصريين من كل ملة و كل دين هنصلى في مسجد ولا كنيسة هنصلى في كل الميادين وهنرفع إيد مسكاها الإيد وهندعى المولى وقولوا آمين إمتى المصري يبقى مسيحى و لا هيبقى م المسلمين طول عمر أحمد ويا كريستين و جورج بيحمى أخته نادين قوموا نصلى و ندعى المولي وويا الدعوه قولوا آمين قوموا نحط الأيد فى الإيد نتحدى الكل بوحدة ودين لو حصلت مرة في الحسين ومرة كمان في القديسين قوموا نصلى و ندعى المولي وويا الدعوه قولوا آمين إحنا سوا و متوحدين العزم شديد ومش هيلين قوموا يلا يامصريين من غير أشعار من غير عناوين. عن مبادرة قناة الحياة والمبادرات الأخري التي تم اطلاقها على الفيس بوك لذهاب المسلمين مع المسيحين في كنائسهم يوم العيد، اختلفت التعليقات حيث وصلنا تعليق من سيدة مسلمة تتساءل قائلة : “أنا منتقبة و لى أخت مختمرة وعايزين نروح القداس يوم الخميس ممكن ندخل الكنيسة ولا صعب ؟". علق مواطن آخر علي الكلام السابق قائلا:" إذا كان الناس كانوا خارج الكنيسة وحصل الي حصل ،عايزينهم يدخلوها كمان؟!.. أنا أريد ألا يدخل أحد الكنيسه من غير علامة الصليب". وأيده مايكل معلقا علي نفس الخبر قائلا: “أنا لا أوافق على ده لأنه يمكن أن يندس الأرهابيون ويدخلوا الكنائس وبدلا من إن يفجر الكنيسة من الخارج يفجرها من الداخل وستكون المصيبة أصعب والضحايا أكثر أنا مش معاكم فى الفكرةدي ... آسف ممكن تكونوا معنا لكن بطريقه تانية غير دي يامسلمين ". كما انتشرت في التعلقات عبارات مثل (ربنا يحمي مصرنا العزيزة، ربنا يحمي مصر كلها من الإرهاب الغاشم الذي لا يفرق بين مسيحى أو مسلم....و لا.. للإرهاب) لم تقف التعليقات علي المصريين فقط، فلقد تلقينا تعليقا من مواطن جزائري يقول:" إخواني في مصر الإرهاب العالمي دمر الأحلام بالجزائر الحبيبة و خرب البيوت وأخفى الأحبة من الوجود .وديننا الإسلام نظيف دين تسامح ومحبة وما دعا يوما إلى القتل والتخريب فهو من أوصى الفاتحين ب"لا تمسوا راهبا في صومعته ولا تقتلوا امرأة ولا طفلا ولا تقطعوا شجرة".. نعم هذا هو ديننا ...فصبرا إخوتي واحتسبوا قتلاكم عند الله وأعاد الله الوحدة والألفة إلى مصر الغالية. وآخر عراقي يقول: مع كل الأسف والحزن المخيم في نفوسنا نحن كعراقيين نقول: نحن معكم يا إخواني وأولاد عمي المصريين وخاصة المسيحيين ولا ننسى التفجير الإجرامي الذي حدث في العراق في كنيسة سيدة النجاة.. نحن معكم لإزالة المتشددين الإرهابيين والمتعصبين ونقول لهم: "الإسلام برئ منكم يا خسة التاريخ ويا ظلمة" ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون ...أنا كنت أول الناس من المسلمين من المتبرعين في الدم لإخواننا المسيحيين في التفجير اللي حصل في كنيسة سيدة النجاة في العراق وليعرف الإرهابيون القتلة.. مهما فعلتم.. فإن المسلمين والمسيحيين إخوان.